Translate

الجمعة، 10 أبريل 2020




نصوص نبوءات القادم من فاران :سفر حبقوق الاصحاح الثالث :1 صَلاَةٌ لِحَبَقُّوقَ النَّبِيِّ عَلَى الشَّجَوِيَّةِ:
2 يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ السِّنِينَ عَرِّفْ. فِي الْغَضَبِ اذْكُرِ الرَّحْمَةَ.3 اَللهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ، وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ، وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ.4 وَكَانَ لَمَعَانٌ كَالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ، وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ.5 قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى.6 وَقَفَ وَقَاسَ الأَرْضَ. نَظَرَ فَرَجَفَ الأُمَمُ وَدُكَّتِ الْجِبَالُ الدَّهْرِيَّةُ وَخَسَفَتْ آكَامُ الْقِدَمِ. مَسَالِكُ الأَزَلِ لَهُ......




سفر التثنية الاصحاح الثالث والثلاثون:

وَهذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ،2 فَقَالَ: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ.3 فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ، وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ.


سيكون عرض النبوءتين غالباً على شكل سؤال وإجابة و معظم الاسئلة هي اعتراضات النصارى واليهود على هذه النصوص السؤال الأول : هل فاران في سيناء أم الحجاز ؟


ستكون الإجابة على الشكل الآتي :


أولاً: إثبات أن فاران شبه الجزيرة العربية أو الحجاز من خلال مصادر اليهود والنصارى


ثانياً: تحديد موقع فاران حسب الكتاب المقدس


ثالثاً : مصادر اسلامية أكدت أن فاران هي مكة


رابعاً : مصادر غير اسلامية أكدت أن الحجاز هي سكنى بني اسماعيل


خامساً : جغرافيون يؤكدون أن فاران هي الحجاز وأن مافي سيناء هي مجرد قرية سميت فاران ويرجح سبب التسمية لانها تحد برية فاران الا وهي الحجاز


سادساً: اختلاف النصارى حول موقع فاران


أولاً: إثبات أن فاران شبه الجزيرة العربية أو الحجاز من خلال مصادر اليهود والنصارى


الدليل الأول:








           فاران: صحراء في شبهة الجزيرة العربية.               المصدر:Strong's Hebrew Dictionary

رابط الصفحة:http://www.sacrednamebible.com/kjvst...EB62.htm#S6286

الدليل الثاني:



فاران: شبه الجزيرة العربية!






المصدر:Commentary Critical and Explanatory on the Whole Bible by Robert Jamieson, A. R. Fausset and David Brown -1871 | Gen21:21

الرابط:http://www.biblestudytools.com/comme...enesis-21.html

الدليل الثالث:

فاران: الحجاز.






المصدر:الترجمة العربية لتوراة السامريين - تحقيق الدكتور اليهودي السامري حسيب شحادة - الاكاديمية الوطنية الاسرائيلية للعلوم والآداب - القدس 1989 - هامش سفر التكوين 21: 21






الدليل الرابع:



جبال فاران: جبال في الحجاز في غرب شبه الجزيرة العربية.





المصدر: Mallet - Ancienne arabie - 1685

الدليل الخامس:


ذكر سفر التكوين بأن السيدة هاجر وبعد خروجها الأوّل من بيت النبي إبراهيم،ذهبت إلى قرب عين ماء في الصّحراء :


6 فقال أبرام لساراي: هوذا جاريتك في يدك. افعلي بها ما يحسن في عينيك. فأذلتها ساراي ، فهربت من وجهها


7 فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية، على العين التي في طريق شور


(تكوين-16-فاندايك)

وقد أجمع المفسرَين الشهيرَين أنطونيوس فكري وتدرس يعقوب بأن البرية المقصودة هي فاران، وقد عرضا في شرحيهما نفس العبارة التالية:

"لعلها كانت متجهة إلي مصر موطنها الأصلي، فنزلت إلي برية فاران حيث لاقاها ملاك الرب عند عين ماء"

المفاجأة أن البرية هذه، التي قال المفسرون بأنها فاران، قد سميت بالحجازفي الكتاب المقدس العربي نسخة 1811 وفي هذه النسخة تترجم طريق شور بحجر الحجاز !!!

يعني النتيجة: فاران هي نفسها الحجاز

الدليل السادس:
يقول الكتاب المقدس بأن النبي اسماعيل سكن في برية فاران."وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ، وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ" (التكوين 21: 21 فاندايك).

وفي تفسير راشي للتوراة يشير بأن ابناء اسماعيل من بعده كانوا أيضاً يسكنون في فاران .


from Mount Paran: [Why did God then come from Paran?] Because He went there and offered the children of Ishmael who dwelled in Paran

المصدر: Rashi's Commentary - Deut 33: 2

أنا اشرت هنا الى هذا التعليق لأن بعض النصارى يدعون بأن اسماعيل فقط سكن في فاران أما ابناءه هم الذين ذهبوا الى الحجاز، وفاران غير الحجاز برأيهم لهذا عرضت تعليق راشي لأؤكد على وحدة المكانين.

فإذا كان أبناء اسماعيل يسكنون في فاران، أين هي فاران هذه؟


  الدليل السابع:

عندما هربت السيدة هاجر أول مرة وحدها من بيت النبي ابراهيم ، ذهبت الى البرية، وظهر لك الملاك قرب عين ماء عرفت لاحقاً بـ"بئر لحي رئي":

- يقول أنطونيوس فكري في تفسير سفر التكوين 16: 7 بأن ذلك الحدث كان في فاران.


- يقول الحاخام بن عزرا بأن بئر لحي رئي هي نفس بئر زمزم!!


الرابط: http://bible.ort.org/books/torahd5.a...e=14&p 
ortion=3
http://bible.ort.org/books/torahd5.asp?action=displaypage&book=1&chapter=16&verse=14&portion=3







http://biblemysteries.com/lectures/firstmentionofkadesh.htm


http://www.varchive.org/ce/baalbek/kadeshbarnea.htm

وهكذا نستخلص بأن بئر زمزم تقع في فاران.


الدليل الثامن:

-عرفنا كما ورد أعلاه بأن ابناء اسماعيل سكنوا في فاران.

وفي مخطوطة "the asatir" المعروفة بالكتاب السامري لأسرار موسى، في الفصل التاسع، بعنوان "ميلاد موسى"، يذكر:Chapter VIII-Birth of Mose.1. And after the death of Abraham, Ishmaelreigned twenty seven years2. And all the children of Nebaot ruled for oneyear in the lifetime of Ishmael,

3. And for thirty years after his death from the

river of Egypt to the river Euphrates; and they

built Mecca.

4. For thus it is said "As thou goest

towards

Ashur before all his brethren he lay

المصدر:http://www.kalemasawaa.com/vb/t21608.html

الكتاب يقول بأنه بعد موت سيدنا إبراهيم عليه السلام حكم إسماعيل عليه السلام 27 سنة، وفي حياته حكم أبناء نابت (ابن اسماعيل) لمدة سنة، ولمدة 30 سنة بعد موته، من نهر مصر إلى نهر الفرات؛ بنو مكة

وبالتالي عرفنا هكذا بأن مكة تقع في فاران.


الدليل التاسع :المفسّر اليهودي بن عزرا يُلقم الكهنة و السّدنة حجراً ،فهو يعترف بالوجهة الحقيقية لأمّنا هاجر عليها السّلام الوجهة شبه الجزيرة العربية لا مصر

الدليل العاشر:  في كتاب اسرار موسى the asatir صفحة 189 نجد التالي:
https://archive.org/stream/MN40245uc...cmf_ 0_djvu.txt



ترجمته هي بأنها عندما وجدته (أخته)،ذهب قابيل للمكان الذي كان يسكنه منذ البداية والذي سمي فيما بعد بـ"عرفات"
وطبعاً الجميع يعرف أن يقع جبل عرفات. هو في وسط الحجاز تماماً !
ويعلق م. جاستر على جبل عرفات فيقول بأنه يقع في فاران !
أي أن فاران هي شبه الجزيرة العربية .

http://www.kalemasawaa.com/vb/t21608.html#post148801

الدليل الحادي عشر:


موقع بايبل هوب من أشهر مواقع النصارى الالكترونية:
فاران : صحراء في شبه الجزيرة العربية



http://biblehub.com/hebrew/6290.htm

فاران: الحجاز.

الدليل  الثاني عشر مخطوطات ترجمت النصوص هكذا



الروابط :


في طريق الحجاز
مخطوطة COP 2-9 | صفحة 31 https://archive.org/details/COP2-9/page/n31/mode/1up
حجر الحجاز
مخطوطة COP 3-5 | صفحة 16 https://archive.org/details/COP3-5/page/n16/mode/1up
وسكن في برية فاران
مخطوطة COP 2-8 | صفحة 61 https://archive.org/details/COP2-8/page/n61/mode/1up
وسكن في برية الحجاز
مخطوطة COP 3-4 | صفحة 25 https://archive.org/details/COP3-4/page/n25/mode/1up
مقيم في أرض القبلة ليصلي في الصحراء
مخطوطة COP 2-9 | صفحة 43 https://archive.org/details/COP2-9/page/n43/mode/1up
ولوط معه الى البرية
مخطوطة COP 18-7 Theology 7 | صفحة 76 https://archive.org/details/COP18-7/page/n75/mode/1up
ولوط معه إلى القبلة
مخطوطة BSB 233 https://bildsuche.digitale-sammlungen.de/index.html?c=viewer&bandnummer=bsb00018809&pi
mage=100&v=100&nav=&l=ro

ثانياً: تحديد موقع فاران حسب الكتاب المقدس


نقرا في سفر التكوين الاصحاح 25 :


16 هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ.


17 وَهذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.


18 وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ.


و نقرا في سفر التكوين الاصحاح 21


17 فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ، وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ.


18 قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ، لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».


19 وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ.


20 وَكَانَ اللهُ مَعَ الْغُلاَمِ فَكَبِرَ، وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ.


21وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ ، وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.


و نقرا في سفر العدد 10
11 وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنْ مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ.
12 فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي رِحْلاَتِهِمْ من بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فَحَلَّتِ السَّحَابَةُ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ.


نلخص ثلاثة امور من هذه الاعداد :
1. ان برية فاران غير برية سيناء


2. ان فاران سكن فيها بنو اسماعيل و جدهم اسماعيل عليه الصلاة و السلام


3. ان فاران حدودها من حويلة الى شور
ننتقل الى نقطة اثبات ان فاران هي مسكن بني اسماعيل عليه الصلاة و السلام :
1. قد جاء التصريح من مصادر اليهود بان فاران هي مساكن بني اسماعيل عليه الصلاة و السلام و هذا يقتضي بان فاران هي من حويلة الى شور
نقرا في تفسير الراباي راشي لسفر التثنية 33 العدد 2 :

and shone forth from Seir to them: [Why did He come from Seir?] Because God first offered the children of Esau [who dwelled in Seir[ that they accept the Torah, but they did not want [to accept it].


וזרח משעיר למו: שפתח לבני עשו שיקבלו את התורה ולא רצו:
He appeared: to them [Israel]


הופיע: להם:
from Mount Paran: [Why did God then come from Paran?] Because He went there and offered the children of Ishmael [who dwelled in Paran] to accept the Torah, but they [also] did not want [to accept it]. — [A.Z. 2b]))

https://www.chabad.org/library/bible...showrashi=true


و نقرا من كتاب Commentary Critical and Explanatory on the Whole Bible في تفسيره لسفر التكوين الاصحاح 21 العدد 21
((19. God opened her eyes--Had she forgotten the promise ( Genesis 16:11 )? Whether she looked to God or not, He regarded her and directed her to a fountain close beside her, but probably hid amid brushwood, by the waters of which her almost expiring son was revived.
20, 21. God was with the lad, &c.--Paran (that is, Arabia), where his posterity has ever dwelt(compare Genesis 16:12 ; also Isaiah 48:19 , 1 Peter 1:25 ).
his mother took him a wife--On a father's death, the mother looks out for a wife for her son, however young; and as Ishmael was now virtually deprived of his father, his mother set about forming a marriage connection for him, it would seem, among her relatives.))
https://www.biblestudytools.com/comm...enesis-21.html


وبهذا يتضح ان المنطقة من شور الى حويلة هي نفسها منطقة فاران و هي مساكن بني اسماعيل عليه الصلاة و السلام


2. اثبات ان منطقة فاران الممتدة من شور الي حويلة هي الحجاز

لنقرا الان المفاجاة :



معنى كلمة حويلة من قاموس سترونج :חֲוִילָה



قاموس سترونجdistrict in Arabia of the Ishmaelites named from the 2nd son of Cush;
probably the district of Kualan
,in the northwestern part of Yemen

الترجمة :


حويلة : مقاطعة سكنها الإسماعيليون تقع في شبه الجزيرة العربية من المرجح انها مقاطعة خولان في الشمال الغربيمن بلاد اليمن




https://books.google.com.sa/books?id...Kualan&f=false
و نقرا في قاموس الكتاب المقدس

((اسم سامي معناه "رملية" قارن العبرية, حول "رمل":

مقاطعة في بلاد العرب, يسكن بعضها الكوشيون ويسكن البعض الآخر اليقطانيون, وهم شعب سامي (تكوين 7: 10 و1: 29 و1 أخبار 9: 1 و23) .
والصلة بين حويلة وحضرموت وأماكن أخرى تشير إلى موقع في وسط البلاد العربية أو جنوبها.
وفي حويلة نهر قيشون, والمنطقة غنية بالذهب والمقل، وهو صمغ عطري طبي, والأحجار الكريمة (تكوين 11: 2 و12) .
ويفضل البعض أن يحققها بمنطقة خولان, في القسم الغربي من بلاد العرب شمالي اليمن.
ولا يعرف إلى أي حد كانت تمتد الحويلة شمالًا, ومن قصة محاربة شاول مع العمالقة كي نستنتج أن قسمًا من الصحراء العربية, يمتد عدة مئات الأميال شمال اليمامة ويحمل اسم حويلة (1 صموئيل 7: 15 وقارن تكوين 18: 25).

https://st-takla.org/Full-Free-Copti.../H_245_03.html

و نقرا من معجم سميث

A district in Arabia Felix, ( Genesis 10:7 ) named from the second son of Cush;
probably the district of Kualan, in the northwestern part of Yemen

https://www.biblestudytools.com/dict...havilah-2.html

و نقرا ايضا من معجم سميث للكتاب المقدس الصفحة 1009- 1010








https://books.google.ca/books?id=NtY...avilah&f=false


اذا حويلة هي مقاطعة خولان في اليمن !!!

فما هي شور ؟؟؟
نقرا من قاموس سميث :Shur [N] [E] [H](a wall ),a place just without the eastern border of Egypt. Shur is first mentioned in the narrative of Haggars flight from Sarah. ( Genesis 16:7 ) Abraham afterward "dwelled between Kadesh and Shur, and sojourned in Gerar." ( Genesis 20:1 ) It is also called Ethami. The wilderness of Shur was entered in the Israelites after they had crossed the Red Sea. ( Exodus 15:22 Exodus 15:23 ) It was also called the wilderness of Etham. ( Numbers 33:8 )Shur may have been a territory town east of the ancient head of the Red Sea; and from its being spoken of as a limit, it was probably the last Arabian town before entering Egypt.

https://www.biblestudytools.com/dict...nary/shur.html

و في قاموس الكتاب المقدس نقرا :
((اسم عبري معناه "سور".وهو موضع في البرية جنوب فلسطين أو على الأخص جنوب بئر لحي رئي(تك 16: 7 و25: 18)،وشرق مصر(1 صم 15: 7 و28: 8). سار فيها بنوا إسرائيل ثلاثة أيام حال عبورهم البحر الأحمر (خر 15: 22). وهذه كانت تسمى أحيانًا برية ايثام (عد 33: 8).
وقد جاء ذكر شور أولًا في قصة هرب هاجر (تك 16: 7). ثم صارت بعدئذ مسكنًا للإسماعيليين (تك 25: 18). وسكن إبراهيم بين قادش وشور (تك 20: 1)).https://st-takla.org/Full-Free-Copti...SH/SH_197.html


و من معجم سترونج نقرا :
Shur. 7794 . a desert regionSouthwest of Pal. on E. border of
Egypt.https://biblehub.com/topical/s/shur.htm


اذا شور تقع شرق مصر و جنوب فلسطين او جنوب غرب فلسطين على اختلاف الاراء و بالاخص جنوب بئر لحي رئي

و نقرا في قاموس الكتاب المقدس ان هذا البئر يقع جنوب بئر السبع :((وهذه عبارة معناها "بئر الحي الذي يراني" عين ماء بين قادش وبارَد (تك 16: 14 و24: 62 و25: 11) في الطريق من أشور إلى مصر اتجهت هاجر المصرية عند هربها من سيدتها. ويدل تك 25: 11 على أن هذه البئر لا تبعد كثيرًا عن جيرار. ويقول رولاند أنه وجد البئر عند عين مُوَيْلح 50 ميلًا جنوب بئر سبع ونحو 11 ميلًا غرب عين قادش))


https://st-takla.org/Full-Free-Copti...2_B/B_005.html


ويؤيد ما قلناه في الاعلى ان الكتاب المقدس في سفر التكوين 


وَالْحُورِيِّينَ فِي جَبَلِهِمْ سَعِيرَ إِلَى بُطْمَةِ فَارَانَ الَّتِي عِنْدَ الْبَرِّيَّةِ.
وبطمة فاران هي ايلات حسب قاموس الكتاب المقدس


نقرا في قاموس الكتاب المقدس((ربما كانت بطمة فاران


(تك 14: 6) المكان المعروف قديمًا باسم ايلة واليوم باسم إيلات التي تقع غربي العقبة.))

https://st-takla.org/Full-Free-Copti...0_F/f_004.html
و هذا يسلتزم كون انها جزء من فاران مما يعني انها تقع جنوب شور و شمال حويلة

و المعروف ان ايلات هي اخر مدينة في جنوب فلسطين و تقع على ساحل خليج العقبة و تبدا الحجاز في المنطقة التي تقع جنوبها شرقها تقريبا حتى تصل الى حويلة في اليمن



و على هذا تكون شور في صحراء النقب جنوب بئر السبع و شمال البحر الاحمر و شرق مصر
و تكون حويلة هي منطقة خولان التي في اليمن
و هذه المنطقة الجغرافية هي المنطقة المعروفة للعرب بالحجاز و لا خيار ثاني بعد هذا


ثالثاً : مصادر اسلامية أكدت أن فاران هي مكة  الإمام القرافي في كتابه " الأجوبة الفاخرة " (ص165) يقول : " فاران مكّة باتفاق أهل الكتاب ". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح " (5/200) : " ليس بين المسلمين وأهل الكتاب خلاف في أنّ فاران هي مكة ، فإن ادعوا أنها غير مكة ، فليس ينكر ذلك من تحريفهم وإفكهم " وقد قال أيضا رحمه الله – عن المنطقة حول جبل حراء في مكة - : " وذلك المكان يسمّى فاران إلى هذا اليوم " انتهى.


وأيضاً بيّن عبدالحق فديارتي (ت1978م) في كتابه الشهير " محمد في الأسفار العالمية " (ص70-71) المكتوب باللغة الانجليزية ، ونحن نترجمه هنا بما تيسر " أنه في الترجمة العربية للتوراة السامرية – التي نشرت عام (1851م) – ورد فيها أن ( فاران ) تقع في ( الحجاز )، على الوجه الآتي: " سكن في برية فاران ( حجاز )، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر. وهذه الترجمة استمرت متداولة لوقت طويل ، ولكن عندما نبه المسلمون العالم المسيحي إلى هذه النبوءة ، وأنها بمثابة شهادة على حقيقية هذا النبي الكريم ، تم تعديل الترجمة
نقرا في معجم البلدان للحموي الجزء الخامس
(( فاران بعد الألف راء وآخره نون كلمة عبرانية معربة وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة قيل هو اسم لجبال مكة قال ابن ماكولا أبو بكر نصر بن القاسم بن قضاعة القضاعي الفاراني الإسكندراني سمعت أن ذلك نسبته إلى جبال فاران وهي جبال الحجاز وفي التوراة جاء الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من فاران مجيئه من سيناء تكليمه لموسى عليه السلام وإشراقه من ساعير وهي جبال فلسطين هو إنزاله الإنجيل على عيسى عليه السلام واستعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد صلى الله عليه و سلم قالوا و فاران جبال مكة ))http://islamport.com/w/bld/Web/2731/1718.htm



و اقوى منها ما نقرؤه في معجم ما استعجم من البلدان الجزء الثالث :

(( فاران على وزن فاعال: معدن حديد بمنازل بنى سليم «1» ، ينزله بنو الأخشم ابن عوف بن حبيب بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، ولذلك قيل لهم القيون. قال خفاف بن عمير السّلمىّ:

متى كان للقينين قين طميّة ... وقين بلىّ معدنان بفاران ))

http://shamela.ws/browse.php/book-11802#page-1031


و هذا الشعر منسوب للصحابي خفاف بن عمير السلمي رضي الله عنه وقد قيل انه ادرك الجاهلية ثم اسلم زمن النبي صلى اله عليه وسلم و قيل انه شهد حنينا




نقرا في الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر رحمه الله الجزء الثاني :

(( خُفَاف بن عُمير بن الحارث بن الشَّريد بن ريَاح بن يقظة بن عُصَيَّة بن خُفَاف بن امرئ القيس بن بُهْثة بن سليم. وهو المعروف بابن نِدْبَة، بنون. وهي أمه. قال ابْنُ الْكَلْبِيّ: شهد الفتح، وكان معه لواء بني سليم وكان شاعرًا مشهورًا.

وقال الأَصْمَعِيُّ: شهد حُنَينًا وثبت على إسلامه في الردة، وبقي إلى زمن عمر.

وقال أَبُو عُبَيْدَة: أغار الحارث بن الشَّريد ــــ يعني جدّ خفاف هذا ــــ على بني الحارث بن كعب، فسبى ندبة فوهبها لابنه عمير، فولدت له خفافًا فنسب إليها.

قال المَرْزَبَانِيُّ: هي ندبة بنت أبان بن شيطان بن قنان بن سلمة، واسم جده الأعلى الشريد عمرو، وهو مخضرم، أدرك الجاهلية، ثم أسلم، وثبت في الردة، ومدح أبا بكر وبقي إلى أيام عمر وهو أحد فرسان قيس وشعرائها المذكورين. ))

و جاء فى كتاب

(الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار»)

ذكر مدينة فاران

هذه المدينة بساحل بحر القلزم وهي من مدن العماليق على تل بين جبلين وفي الجبلين ثقوب كثيرة لا تحصى مملوءة أمواتًا ومن هناك إلى بحر القلزم مرحلة واحدة ويقال له هناك ساحل بحر فاران وهو البحر الذي أغرق الله فيه فرعون وبين مدينة فاران والتيه مرحلتان ويذكر أنّ فاران اسم لجبال مكة وقيل‏:‏ اسم لجبال الحجاز وهي التي ذكرت في التوراة والتحقيق أنّ فاران والطور كورتان من كور مصر القبلية وهي غير فاران المذكورة في التوراة وقيل‏:‏ إنّ فاران بن عمرو بن عمليق هو الذي نسب إليه جبال الحرم فقيل‏:‏ جبال فاران وبعضهم يقول‏:‏ جبال فران وكانت مدينة فاران من جملة مدائن مدين إلى اليوم وبها نخل كثير مثمر أكلت من ثمره وبها نهر عظيم وهي خراب يمرّ بها العربان‏.‏

http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%...85&d63587&c&p1

رابعاً :مصادر غير اسلامية تكتفي بالقول بان مساكن بني اسماعيل عليه الصلاة و السلام شملت الحجاز و شبه الجزير العربية


1. قاموس سميث نقرا

الاسماعيلون (الهاجريون) سكنو الى حدود خليج فارس (حسب تعبيره هو)Smith’s Bible DictionaryHagarenes, Hagaritesnamed after Hagar, a people dwelling to the east of Palestine, with whom the tribes of Reuben made war in the time of Saul. ( 1 Chronicles 5:10 1 Chronicles 5:18-20 ) The same people, as confederate against Israel, are mentioned in ( Psalms 83:6 ) It is generally believed that they were named after Hagar, and that the important town and district of Hejer ,
on the borders of the Persian Gulf, represent them.



2. السامريون (طائفة منشقة من اليهود) في مصادرهم صرحو بان ابناء اسماعيل من نابت هم من بنو مكة !!كتاب الاساتير السامري كتاب اسرار موسى الجزء الخامس The Asatir: The Samaritain Book of the Secret Moses

Chapter VIII-Birth of Mose.1. And after the death of Abraham, Ishmaelreigned twenty seven years2. And all the children of Nebaot ruled for oneyear in the lifetime of Ishmael,

3. And for thirty years after his death from the

river of Egypt to the river Euphrates; and they

built Mecca.

4. For thus it is said "As thou goest towards

Ashur before all his brethren he lay





3. المؤرخ اليهودي المشهور يوسيفيوس يحدد بلاد العرب و يذكر اي من العرب عاشو فيها :

من كتاب :


Abraham, the Nations, and the Hagariteنقرا كلام يوسفيوس ان ابناء اسماعيل عليه الصلاة و السلام سكنو المنطقة الممتدة من الفرات الى البحر الاريتري جنوبا!!








4. نقرا من معجم UNGER للكتاب المقدس ان الاسماعيليين سكنوا غرب الحجاز










5. بنو قيدار سكنوا اليوم المنطقة المعروفة بالمملكة العربية السعودية
المصدر : كتاب are these the last daysCharles Schmittالصفحة 21





6. نقرا من EDINBURGH ENCLOPEDIA
لديفيد بروستر الصفحة 267اسماعيل تزوج من الجراهمة وولد ابنه قيدار !!


و لا داعي هنا ان اذكر اين سكنت قبيلة جرهم


7. نقرا من كتاب ISLAM AND ITS FOUNDER

ان بني قيدار سكنوا الحجاز


خامساً : جغرافيون يؤكدون أن فاران هي الحجاز وأن مافي سيناء هي مجرد قرية سميت فاران ويرجح سبب التسمية لانها تحد برية فاران الا وهي الحجاز    بطلميوس كلاوديوس هو أحد اشهر الجغرافيين الاغريق من القرن الاول الميلادي ، الذي فصل فاران إلى منطقتين احدهما قرية صغيرة تقع في جوف شبه جزيرة سيناء عند اتقاء فرعي البحر الاحمر ، من الداخل طبعا تقع قرية تسمى فاران و اشار مرة اخرى الى منطقة يطلق عليها فارنيتا ( أو فاران ) و هي ملاصقة لبلاد العرب السعيدة و يجدر الاشارة ان بلاد العرب السعيدة تشير الى اليمن او تلك المنطقة الجنوبية من الجزيرة العربية ، بينما فارانيتا هي مجموعة جبال الحجاز حيث يقع الحجر و المدينة و مكة ، جنوب الجزيرة العربية بمحاذاة البحر الأحمر .كما وثقت كلامي بخريطة قديمة ظهر فيها اسم فارنيتا المشار إليها ، و لن يدعي مدعي بعد ذلك أن المقصود هو تلك القرية الصغيرة ، بعد أن فصلها لنا عالم من اشهر علماء جغرافيا العالم القديم ......
و هذه صورة من جوجل ايرث للتوضيح







فاران الجغرافيين الإغريق

و يقول بليني الأكبر ، الجغرافي الذي عاش في القرن الأول الميلادي و الذي توفى عام 79 ميلادية ، في اقتباس من كتابه الشهير ، التاريخ الطبيعي أو علم الأحياء :" being identical with "pharanitis," so called from a country4 on the frontiers of Arabia that produces it. "

" و هو متماثل تماماً مع (أحجار) فارانتيس* (فاران) ، هكذا يسمى حيث يعزو هذا الإسم إلى بلد تقع على حدود بلاد العرب و هي التي تنتجه " . انتهى كلامه ، في سياق كلامه عن الأحجار الكريمة الزرقاء و الملونة و بالطبع لن يشير هنا إلى قرية فاران التي تقع عند زاوية شبه جزيرة سيناء و بالتأكيد يتكلم عن بلاد العرب الشمالية و هي الحجر و الحجاز و مكة و عسير .... لأنها اشتهرت بالتجارة منذ القدم ...

للدخول لموقع بليني الاكبر :

http://www.perseus.tufts.edu/hopper/...ghlight=pharan








فاران الجغرافيين الإغريق


*فارانتيس تضاف السيغما أو السين كلاحقة لأسماء العلم و بعض الاماكن باليونانية مثال : عيسى أو عيسو = ايسوس برنابا = برناباس فاران= فارانتيس بارقليط =بارقليطوس.
بطلميوس كلاديوس – عالم الجغرافيا الاغريقي تقول عنه الويكيبيدياكلاوديوس بتوليمايوس (ما بعد 83 حتى – 161 بعد الميلاد بالاتينية "κλαύδιος πτολεμα ῖ ος"، المعروف بالاسم "بطليموس" وأيضا بالاسم "الحكيم بطليموس"، عالم رياضيات اغريقيه ، وجغرافية، وعالم فلك ومنجم. لاتوجد معلومات عن خلفية عائلته، فيما ترجح مصادر أخرى أنه من إغريقيي مصر في حين يرجح آخرون أنه كان إغريقيا من اليونان ، في حين أن رسالة عثر عليها بالعربية تصفه بالصعيدي المصري في إشارة إلي أن أصوله تعود إلي جنوبي مصر ، توفي في الأسكندرية العام 161 م.

و خريطة قديمة تضع مركز فارانيتا (فاران) في أول الجزيرة العربية ناحية الشمال

فاران الجغرافيين الإغريق
سادساً: اختلاف النصارى في موضع برية فاران الى يومنا هذا ( انظر الخريطة فى ترجمة الفان دايك و الخريطة فى الترجمة اليسوعية الكاثوليكية – خريطة العهد القديم ) , اذن فإنكاركم علينا باطل لأنها الى يومنا هذا متنازع عليها بين طوائفكم . و الأدلة كما بينا فى صالحنا , و القضية محسومة بفضل الله جل و علا .
الترجمة الكاثوليكية :


ترجمة الفان دايك:


السؤال الثاني : هل النصوص تتنبأ عن نبي وشريعة أم عن غير ذلك ؟


إنكار النصارى واليهود كون النصوص نبؤءة عن نبي أمر مستغرب فإذا قرأنا التراجم القديمة لنفس النصوص لاكتشفنا أنها نبوءة دون شك


الدليل الأول :
من كتاب هداية الحيارى للإمام بن قيم الجوزية قول حبقوق في كتابه : إن الله جاء من اليمن ، والقدوس من جبال فاران ، لقد أضاءت السماء من بهاء محمد ، وامتلأت الأرض من حمده ، وشاع منظره النور ، يحوط بلاده بعزة ، تسير المنايا أمامه ، وتصحب سباع الطير أجناده ، قام يسمح الأرض فتضعضعت له الجبال القديمة وانخفضت الروابي فتزعزعت أسوار مدين ، ولقد حاز المساعي القديمة .ثم قال : زجرك في الأنهار واحتدام صوتك في البحار ، ركبت الخيول ، وعلوت مراكب الأتقياء، وستنزع في قسيك أعراقاً ، وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء ، ولقد رأتك الجبال فارتاعت ، وانحرف عنك شؤبوب السيل ، وتغيرت المهارى تغييراً رفعت أيديها وجلاً وخوفاً ، وسارت العساكر في بريق سهامك ولمعان نيازكك تدوخ الأرض وتدوس الأمم لأنك ظهرت لخلاص أمتك ، وانقاذ تراث آبائك.


الدليل الثاني :المهتدي الطبري قال حبقوق: (إن الله جاء من اليمن ، والقدوس من جبل فاران. لقد انكسفت السماء من بهاء محمد، وامتلأت الأرض من حمده، ويكون شعاع منظره مثل النور، يحوط بلده بعزه، وتسير المنايا أمامه، وتصحب الطير أجناده. قام فمسح الأرض، ثم تأمل الأمم وبحث عنها، فتضعضعت الجبال القديمة، واتضعت الروابي الدهرية، وتزعزعت ستور أهل مدين، ولقد حاز المساعي القديمة، وغضب الرب على الأنهار. فرجزك في الأنهار، واحتدام صولتك في البحار، ركبت الخيول، وعلوت مراكب الإنقاذ والغوث، وستترع في قسيك إغراقاً وترعاً، وترتوي السهم بأمرك يا محمد ارتواءً، وتحرث الأرض بالأنهار. ولقد رأتك الجبال فارتاعت، وانحرف عنك شئويوب السيل، ونعرت المهاوي نعيراً ورعياً، ورفعت أيديها وجلاً وخوفاً، وتوقفت الشمس والقمر عن مجراهما، وسارت العساكر في بريق سهامك ولمعان نيازكك، تدوخ الأرض غضباً، وتدوس الأمم رجزاً، لأنك ظهرت لخلاص أمتك، وإنقاذ شريعة آبائك". هذا النص أورده المهتدي الطبري بهذه الصيغة، وورد لدى كل من الشيخ زيادة، والترجمان، وإبراهيم خليل أحمد: بصور مختلفة طولاً وقصراً، مع اختلاف يسير في العبارات، واتفاقهم على محتوى الفقرة الأولى. واتفق أيضاً كل من الترجمان والشيخ زيادة وإبراهيم خليل على أن المراد بجبال فاران هي جبال مكة. وأشار الطبري والشيخ زيادة إلى أن هذه النبوة موافقة لنبوة موسى عليه السلام الواردة في سفر التثنية وهي قوله: (جاء الله من سيناء، وأشرق من ساعير، وتلألأ من جبال فاران). كما أشار الشيخ زيادة إلى أن هذه النبوة موافقة لنبوة أشعياء التي ذكر فيها أن حوافر خيله مثل الصوان الذي ينبعث منه الشرر. وقد سبق الحديث عنهما. وأكد المهتدي الطبري والشيخ زيادة على أن هذا الوصف الوارد في هذه النبوة عن الخيل والسهام والسيوف، إنما ينطبق على جيوش محمد صلى الله عليه وسلم وقال المهتدي الطبري بعد أن أورد تطابق هذه النبوة مع حالة صلى الله عليه وسلم. (فإن لم يكن هو الذي وصفنا – أي  محمد صلى الله عليه وسلم – فمن إذاً ؟ لعلهم بنو إسرائيل المأسورون المسببون، أو النصارى الخاضعون المستسلمون. وكيف يكون ذلك وقد سمي فيها النبي مرتين ووصف عساكره وحروبه..).فالنصوص كانت تصرح باسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم الا ان هذا النص الذي كان سالما من التحريف حرف في النسخ الحديثة هذا ما اطر المسلمين الى اثبات ان فاران هي الحجاز بالدليل والبرهان


الدليل الثالث : و هذه هى البركة التى بارك بها موسى رجل الله بنى اسرائيل قبل موته . فقال : جاء الرب من سيناء , و أشرق لهم من سعير , و تلألأ من جبل فاران , و أتى من ربوات القدس و عن يمينه نار شريعة لهم . فأحب الشعب جميع قديسيه فى يدك , و هم جالسون عند قدميك يتقبلون من أقوالك تث 33 : 1- 3 .
بركات موسى هذه تذكرنا تماما ببركات يعقوب فى سفر التكوين ...و المعروف أن بركات يعقوب قد ذكرت وصفًا بل و لقبًا للمسيا , فلماذا لا تذكر وصية موسى هذا أيضًا ؟!


الدليل الرابع :


النص أشبه تمامًا بقوله تعالى فى سورة التين


( و التين و الزيتون * و طور سينين * و هذا البلد الأمين ) , فالزيتون و جبل الزيتون رمزًا لرسالة و عبادة المسيح لربه و طور سينين هو المكان الذى كلم الله عز و جل فيه موسى , أما هذا البلد الأمين فهي مكة مهبط وحي السماء ... نعم ان هذا و الذى جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة !


الدليل الخامس :
 خصت منطقة فاران وسعير  و طور سيناء بالذكر دون سائر بقاع الأرض لو كان الأمر مجرد إشارة إلى انتشار مجد الله كما زعم بعض كتاب اليهود، فإن مجد الله لم يتوقف عند حدود فاران أو جبل سعير
الدليل السادس:
النص السرياني الفشيطي
الله من الجنوب أتى والقديس من جبل فاران
اكتست السماوات مِن جلال المحَمَّد وتسبيحته ملأت الأرض وبريقه مثل النور يكون بقرنَي يديه يضع قوته 
قدامه ذهب الموت وخرج الوباء عند رجله 
قام ومسَح الأرض، نظر ورجفت الشعوب.
اندكّت الجبال التي مِن الأبد، وانخسفت الهضاب التي مِن الأزل فلَه هُنّ المسالك التي مِن الأبد.
وسنفصل الأدلة لاحقاً
السؤال الثالث : هل نص التثنية ٣٣ (هذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ)يدل كون الأمر خاصاً ببني اسرائيل وهل المسلمون يخفون هذا العدد كما يدعي المنصر وحيد ؟وللاجابة نقول بدايةً لا حول ولا قوة الا بالله قبيل وفاة موسى عليه السلام ساق لبني إسرائيل خبراً مباركاً ، فقد جاء في سفر التثنية: "هذه البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته، فقال: جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة، فأحب الشعب، جميع قديسيه في يدك، وهم جالسون عند قدمك، يتقبلون من أقوالك" (التثنية 33/1-3).


موسى عليه السلام كان رسولا الى بني اسرائيل هل تتوقع أن يبارك الفرنسين بهذه البركة !!!!!او ان يعد العرب بالبركة !!!!إنه رسول الله الى بني اسرائيل سيخاطب بني اسرائيل أم من برأيكم يا جهابذة زمانكم !!!!!!! ووعدهم وباركهم من خلال قوله: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ.


وجاء في الترجمة السبعينية: "واستعلن من جبل فاران، ومعه ربوة من أطهار الملائكة عن يمينه، فوهب لهم وأحبهم، ورحم شعبهم، وباركهم وبارك على أظهاره، وهم يدركون آثار رجليك، ويقبلون من كلماتك. أسلم لنا موسى مثله، وأعطاهم ميراثاً لجماعة يعقوب ".


وفي ترجمة الآباء اليسوعيين: "وتجلى من جبل فاران، وأتى من رُبى القدس، وعن يمينه قبس شريعة لهم" .


وفي ترجمة 1622م العربية: " شرف من جبل فاران، وجاء مع ربوات القدس، من يمينه الشريعة "، ومعنى ربوات القدس أي ألوف القديسين الأطهار، كما في ترجمة 1841م " واستعلن من جبل فاران، ومعه ألوف الأطهار، في يمينه سنة من نار ".واستخدام ربوات بمعنى ألوف أو الجماعات الكثيرة معهود في الكتاب المقدس "ألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدامه" (دانيال 7/10)، ومثله قوله: "كان يقول: ارجع يا رب إلى ربوات ألوف إسرائيل" (العدد 10/36)، فالربوات القادمين من فاران هم الجماعات الكثيرة من القديسين، الآتين مع قدوسهم الذي تلألأ في فاران.


والنص التوراتي يتحدث عن ثلاثة أماكن تخرج منها البركة، أولها: جبل سيناء حيث كلم الله موسى. وثانيها: ساعير، وهو جبل يقع في أرض يهوذافي فلسطين قرب الناصرة(انظر يشوع 15/10)، وثالثها:هو جبل فاران.وتذكر التوراة أيضاً أن إسماعيل قد نشأ في برية فاران. (انظر التكوين 21/21)، ومن المعلوم تاريخياً أنه نشأ في مكة المكرمة في الحجاز وقد قامت الأدلة التاريخية على أن فاران هي الحجاز، حيث بنى إسماعيل وأبوه الكعبة، وحيث تفجر زمزم تحت قدميه، وهو ما اعترف به عدد من المؤرخين منهم المؤرخ جيروم واللاهوتي يوسبيوس فقالا بأن فاران هي مكة.


وأن وجود قرية اسمها فاران في جنوب سيناء والتي سماها النصارى لاحقاً برية فاران بعد ظهور النصوص كنبوءة عن مجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم  لا يمنع من وجود برية فاران في الحجاز ، هي تلك التي سكنها إسماعيل، فقد ورد مثلاً إطلاق اسم سعير على المنطقة التي تقع في أرض أدوم والتي هي حالياً في الأردن، وتكرر ذلك الإطلاق في مواضع عديدة في الكتاب، ولم تمنع كثرتها أن يطلق ذات الاسم على جبل في وسط فلسطين غربي القدس في أرض سبط يهوذا. (انظر يشوع 15/10) وقد سبق الحديث عن موقع فاران بالتفصيل والآن سوف نحدد موقع سعير ساعير او سعير : أطلق الاسم على قرية من قرى الناصرة بفلسطين ، وعلى هذا يكون سعير أو ساعير اسمًا عامًا واسمًا خاصًا .


وقال المهتدي المتوفى سنة 570 هجرية : إن جبل سعير هو جبلُ الشراة الذي فيه بنو العيص الذين آمنوا بعيسى - عليه السلام - بل في هذا الجبل كان مقام المسيح - عليه السلام .وقال ابن حزم : ساعير وَهِي جبال الشراة. قال ياقوت : الشَّرَاة : صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول - صلّى الله عليه وسلّم - ومن بعض نواحيه القرية المعروفة بالحميمة.


وهي جبال الكرك والشوبك بالأردن وشمال السعودية حاليًا بين السراة والبلقاء . وقال ابن تيمية : قَالَ ابْنُ ظُفَرَ : « سَاعِيرُ » جَبَلٌ بِالشَّامِ(توضيح لفظ الشام كان يطلق قبل التقسيم الاستعماري على كل من سورية لبنان فلسطين ....) ، مِنْهُ ظَهَرَتْ نُبُوَّةُ الْمَسِيحِ .قُلْتُ – أي ابن تيمية -: وَبِجَانِبِ بَيْتِ لَحْمٍ ، الْقَرْيَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا الْمَسِيحُ قَرْيَةٌ تُسَمَّى إِلَى الْيَوْمِ سَاعِيرَ وَلَهَا جَبَلٌ يُسَمَّى سَاعِيرَ . وَفِي التَّوْرَاةِ : « أَنَّ نَسْلَ الْعِيصِ كَانُوا سُكَّانًا بِسَاعِيرَ ، وَأَمَرَ اللَّهُ مُوسَى أَنْ لَا يُؤْذِيَهُمْ » وساعير : جبل يقع في أرض يهوذا في فلسطين« سفر يشوع : 15/10 ».


وقال أبو الحسن علي الهروي : وجبل ساعير قريب منها – أي الناصرة - .وقد جاء في سفر يشوع عند حديثه عن حدود الأرض التي استولى عليها بنو إسرائيل وتملكوها في عهده ، أنها في جزء منها تمتد : « من الجبل الأقرع الصاعد إلى سعير ، إلى بعل جاد - في بقعة لبنان - تحت جبل حرمون ، وأخذ جميع ملوكها ، وضربهم وقتلهم »وحول ملوك الأرض التي أخضعها بنو إسرائيل ورد النص التوراتي : وهؤلاء هم ملوك الأرض الذين ضربهم يشوع وبنو إسرائيل في عبر الأردن غربًا  
من بعل جاد في بقعة لبنان إلى الجبل الأقرع الصاعد إلى سعير ، وأعطاها يشوع لأسباط إسرائيل ميراثًا حسب فرقهم 


وهذا يدعم قول ياقوت والمقدسي حول امتداد جبل سعير من حدود الروم شمال بلاد الشام إلى جنوبها في فلسطين ، حيث يوجد جبل سعير الحالي ، وقرية سعير الحالية ، والتي كان يسكنها على قول التوراة « عيسو " العيص " بن إسحاق بن إبراهيم – أخو يعقوب » وذريته. ومعنى كلمة « سَعير » العبرانية: كثير الشعر . وقيل في سبب التسمية أنها نسبة إلى :(1) اسم أمير حوري أطلق اسمه « سَعِير الحوري » على المناطق الجبلية التي سكنها، وهو جد سكان تلك الأراضي الذين سكنوا المنطقة ، ومنها جبل الشيخ حيث خلفوا وراءهم على قمته معبد بعل جاد الذي هو أيضًا بعل حرمون . وورد أن اسم سعير هو اسم أحد الامراء الحاويين الذين أقاموا قرب هذا الجبل ، وحصل صراع مرير بينهم وبين العبرانيين . وقد ورد أن « الحوريين » كانوا يقيمون حول هذا الجبل لجهة البتراء. وقد سكن الحوريون بلاد الشام ومنها فلسطين في عهد الامبراطورية الفرعونية الحديثة ، وفي عهدها ظهر اسم الحوريين على المنطقة في الوثائق بدلاً من اسم « رتنو » : أي البلاد الأجنبية على بلاد الشام الذي كانت تطلقه مصر القديمة عليها حتى عهد الامبراطورية القديمة.


(2) ساعير : سلسلة جبال ممتدة في الجهة الشرقية من وادي عربة في فلسطين ، وهي الأرض التي عاش فيها عيسى عليه السّلام. وقال آخر : ساعير جبل ببلاد الشام بجانب بيت لحم ، وهي القرية التي ولد فيها السيد المسيح عليه السلام ، وبعضهم يطلق على أرض الجليل التي فيها مدينة الناصرة ، ساعير ، ويسمي جبالها جبال ساعير. وقال المقدسي : ساعير جبال بفلسطين ، وهو من حد الروم. ويعني من حدود بلاد الشام الشمالية إلى حدود فلسطين الجنوبية . وقال ابن كثير : سَاعِيرَ : وَهِيَ جِبَالُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، الْمَحِلَّةُ الَّتِي كَانَ بِهَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.


(3) اسم الأرض التي كان يسكنها الحوريون ، ثم استولى عليها « عيسو » ونسله . وكانت تسمى أيضًا « جَبل سَعِير » لأنها أرض جبلية على الجانب الشرقي من البرية العربية , ويصل ارتفاع أعلى قمة في هذه الأرض إلى 1600 مترًا وهي قمة « جبل هُور » وقد حاول بنو إسرائيل أن يعبروا تلك الأرض في طريقهم من مصر إلى كنعان , ولكن رفض الأدوميون الذين يقع جبل سعير بأرضهم السماح لهم , فدخل العبرانيون البرية العربية شرقي أرض سعير, وساروا في أرض وعرة قاسية حتى يتفادوا المرور في سعير .


(4) جبل في أرض يهوذا بين قرية « يعاريم »و« بيت شمس » , وربما كان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية « ساريس » إلى الجنوب الغربي من قرية « يعاريم » وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثار الغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم .


وقد اختلفت المصادر في تحديد موقع سعير؛ فمعجم بلدان فلسطين يفرق بين ساعير وسعير، فيقول عن ساعير : هي من حدود الروم ، وهي قرية من الناصرة( تعليقي : والناصرة هي التي ينتمي لها المسيح عليه السلام) بين طبرية وعكة ، ويقول عن سعير هي قرية على مسافة 8 أكيال شرق الخليل وعلى مسافة 3 أكيال شرق حلحول وتشتهر بزراعة التين والزيتون .



ويقول الهروي المتوفى سنة 611 هجرية

أن ساعير جبل قريب من الناصرة .وذكر شيخ الربوة المتوفى سنة 727 هجرية في كتاب نخبة الدهر في عجائب البر والبحر : أنها جبال الناصرة .


وقال صاحب نهاية الأرب في فنون الأدب : أن ساعير جبال بالشام ظهرت منها نبوة عيسى - عليه السلام - وهي قريبة من الناصرة . وتقول المصادر الحديثة التي تتحدث عن جغرافية فلسطين : أنه جبل من جبال الخليل ، والكتاب المقدس يطلق لفظ سعير في بعض النصوص على جبل بالأردن ، ويطلقه في بعض النصوص الأخرى على جبل بفلسطين


في أرض يهوذا « يشوع 15: 10» ، وقد نشأت بلدة « سَعِير » الحالية على موقع بلدة « صعير » في العهد الروماني باسم « سيور » ، وهي مكان أثري يحتوي على مدافن منقورة في الصخر . وتقوم « سعير » فوق رقعة جبلية من الأرض ترتفع حوالي 975م عن سطح البحر وتحيط بها - ولا سيما من الجهات الشمالية والشمالية الغربية والجنوبية الغربية - سلاسل جبلية عالية منها « رأس طورة » في الشمال ويعلو 1,012م عن سطح البحر .


وفي البلدة مسجد يضم فيما يُروى رفات « العيص بن إسحاق » ويؤمه الناس للزيارة ، وتشرب بلدة سعير من عين ماء غزيرة بجوارها. وهذا يدل على أن اسم سعير قد تقلص مدلوله على مر التاريخ ، ففي القديم كان يشمل منطقة واسعة منها جبل الشيخ ، والآن يشمل قرية صغيرة وما حولها في فلسطين .


مكان جبل سعير حيث سكن شعيب " آدوم" نسل عيسو على قول النصارى وأطلق العبرانيون على جبل الشيخ اسم « سَعِير » كما ورد في التوراة ، و« سَعِير » الآن قرية في فلسطين ، تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الخليل قرب الناصرة كما سلف الذكر، وتبعد عن الخليل حوالي 8 كم ، وترتفع 870 م عن سطح البحر ، وتحيط بها الجبال العالية منها « رأس طورة » في الشمال حيث يرتفع 1012 م عن سطح البحر .


يقال بأنها ثاني أقدم قرية في العالم بعد مدينة أريحا . وهي تشتهر بزراعة الزيتون والعنب والتين هذا مصداق قوله تعالى في سورة التين :بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) . وقد رسمتها المصادر العربية القديمة « ساعير » . قال ياقوت : ساعير في التوراة اسم لجبال فلسطين ، وهو من حدود الروم ، وهو قرية من الناصرة بين طبرية وعكا.


ومعنى كلامه أنه يطلق على جبال فلسطين ولبنان وسورية الغربية حتى ما وراء جبال طوروس لأنها من حدود الروم . ومن هنا نتبين وجه تسمية جبل الشيخ بساعير أو سعير . وهي الجبال التي شملها حكم الأمير سعير الحوري الذي حكم المنطقة : آسيا الصغرى وبلاد الشام والتي سكنها الحوريون . كما أطلق الاسم على قرية من قرى الناصرة بفلسطين .


ويرى المسلمون أن النص نبوءة عن ظهور عيسى عليه السلام في سعير في فلسطين، ثم محمد صلى الله عليه وسلم في جبل فاران، حيث يأتي ومعه الآلاف من الأطهار مؤيدين بالشريعة من الله عز وجل.


وذلك متحقق في رسول الله إذ سكن في برية فاران
وأعيد لم خص جبل فاران بالذكر دون سائر الجبال لو كان الأمر مجرد إشارة إلى انتشار مجد الله كما زعم بعض كتاب اليهود، فإن مجد الله لم يتوقف عند حدود فارن أو جبل سعير.


فإذاً فالنص متضمن للنبوات الثلاثة : نبوة موسى ، ونبوة عيسى ، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فمجيئه من " سينا " : وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى ، ونبأه عليه إخبار عن نبوته وإعطاء ألواح الشريعة ، وتجليه من ساعير هو مظهر المسيح من بيت المقدس، و " ساعير " : قرية معروفة هناك إلى اليوم ، وهذه بشارة بنبوة المسيح ."وفاران " : هي مكة كما اسلفنا الذكر ، وشبه سبحانه نبوة موسى بمجيء الصبح ، ونبوة المسيح بعدها بإشراقه وضيائه ونبوة خاتم الأنبياء باستعلاء الشمس ، وظهور ضوءها في الآفاق ، ووقع الأمر كما أخبر به سواء .


فإن الله سبحانه صدع بنبوة موسى ليل الكفر فأضاء فجره بنبوته ، وزاد الضياء والإشراق بنبوة المسيح ، وكمل الضياء واستعلن وطبق الأرض بنبوة محمد صلوات الله وسلامه عليهم ، وذكر هذه النبوات الثلاثة التي اشتملت عليها هذه البشارة نظير ذكرها في أول سورة ( والتين والزيتون ، وطور سينين ، وهذا البلد الأمين " ومما يؤكد أن الأمر متعلق بنبوءة الحديث عن آلاف القديسين، والذين تسميهم بعض التراجم " أطهار الملائكة " أي أطهار الأتباع، إذ يطلق هذا اللفظ ويراد به: الأتباع، كما جاء في سفر الرؤيا أن " ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنينُ وملائكتُه …."(الرؤيا 12/7).


تذكر التراجم القديمة بدلا من " و أتى من ربوات القدس " , تقول " و جاء معه عشرة آلاف قديس " و نورد هنا بعض ما جاء فى الترجمات الانجليزية لا على سبيل الحصر بل على سبيل المثال :
2And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.( king James version )
2 And he said, Jehovah came from Sinai, And rose from Seir unto them; He shined forth from mount Paran, And he came from the ten thousands of holy ones: At his right hand was a fiery law for them(American Standard Version)
2He said, The Lord came from Sinai and beamed upon us from Seir; He *****ed forth from Mount Paran, from among ten thousands of holy ones, a flaming fire, a law, at His right hand (Amplified Bible)
2And he said: "The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them. He shined forth from Mount Paran, and He came with ten thousands of saints; from His right hand went a fiery law for them .( King James Version 21st Century )
1
And this is the blessing, wherewith Moses the man of God blessed the children of Israel before his death.
33:2
And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.
جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران وأتى ومعه 10 الاف قديس و من يمينه خرجت شريعة مضيئة كالنار لهم
فالنص يبشر بشريعة جديدة تأتي من فاران
يبدو أن علماء الكتاب المقدس العرب تؤرقهم هذه البشارة فحذفوها فى تكتم و صمت , و لكن لماذا ؟ !
نعم .... ألا يذكرنا ذلك بفتح مكة حين وقف النبى عليه الصلاة و السلام مع أتباعه ليلاً و قد كان عددهم عشرة آلاف و أمر كلا منهم أن يشعل نارًا فى يده ؟ !
نبى أخر الزمان يقف مع عشرة آلاف قديس من أتباعه فوق جبل سكنى بنى اسماعيل ( جبال مكة ) و عن أيمانهم نار !
3- يقول الشيخ رحمة الله الهندى فى كتابه الماتع " اظهار الحق" : " ولا شك أن إسماعيل عليه السلام كانت سكونته بمكة، ولا يصح أن يراد أن النار لما ظهرت من طور سينا ظهرت من ساعير ومن فاران أيضاً فانتشرت في هذه المواضع، لأن اللّه لو خلق ناراً في موضع، لا يقال جاء اللّه من ذلك الموضع إلا إذا أتبع تلك الواقعة وحي نزل في ذلك الموضع أو عقوبة أو ما أشبه ذلك، وقد اعترفوا أن الوحي اتبع تلك في طور سيناء فكذا لا بد أن يكون في ساعير وفاران. "

4- النص أشبه تمامًا بقوله تعالى فى سورة التين ( و التين و الزيتون * و طور سينين * و هذا البلد الأمين ) , فالزيتون و جبل الزيتون رمزًا لرسالة و عبادة المسيح لربه و طور سينين هو المكان الذى كلم الله عز و جل فيه موسى , أما هذا البلد الأمين فهى مكة مهبط وحى السماء ...فمتى شهدت فاران مثل هذه الألوف من الأطهار إلا عند ظهور محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
( وفي نُسخ ومعه كتابٌ ناري ) ( وفي نُسخ وجاء معه عشرة الاف قديس أو الوف الأطهار قاموا بحذفها من النُسخ الموجوده حالياً ) .
.........
وكانت مشيئةُ الله أن هؤلاء القديسين الأطهار الأخيار ،الذين كانوا برفقة خير خلق الله عند فتح مكة 10000 بالضبط الدليل: في يوم الأربعاء العاشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثامنة للهجرة غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في عشرة آلاف من أصحابه بعد أن استخلف عليها أبا ذر الغفاري رضي الله عنه. ولما كان بـ "الجحفة" لقيه عمّه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وكان قد خرج بأهله وعياله مهاجراً..

ثم واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم السير وهو صائم والناس صيام، حتى بلغ "الكُدَيْد"ـ وهو ماء بين عُسْفَان وقُدَيْد ـ فأفطر وأفطر الناس معه، ثم سار حتى نزل بـ "مَرِّ الظهران"، وهناك ركب العباس بغلته البيضاء يبحث عن أحدٍ يبلغ قريشاً لكي تطلب الأمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخل مكة
https://www.islamweb.net/ramadan/index.php?page=article〈=A&id=135222
قال ابن هشام رحمه الله تعالى:

" وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاز، وأمر أهله أن يجهزوه، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة رضي الله عنها، وهي تحرك بعض جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أي بنية: أأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجهزوه؟ قالت: نعم، فتجهز، قال: فأين ترينه يريد؟ قالت: لا والله ما أدري. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة، وأمرهم بالجد والتهيؤ " انتهى. "سيرة ابن هشام" (4 / 39).

- وحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على إخفاء الأمر عن أهل مكة حتى يباغتهم ، وقد يسَّر الله له ما أراد ، فلم تشعر قريش بالأمر حتى نزل جيش المسلمين قريبا من مكة بمرّ الظهران.

نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه "المطالب العالية" (17 / 459) من مسند إسحاق بن راهويه بسنده عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ... فَنَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ ظهران، فِي عَشَرَةِ آلَافٍ مِنَ النَّاسِ، فِيهِمْ أَلْفٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَسَبْعُمِائَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَقَدْ عَمِيَتِ الْأَخْبَارُ عَلَى قُرَيْشٍ، فَلَا يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ فَاعِلُهُ )، وصححه الحافظ ابن حجر.

لما اقترب من مكة بدأ يتخذ الإجراءات العسكرية التي ترعب قريشا وتقعدها عن القتال، فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل بمر الظهران أمر أصحابه ليلا بإيقاد النيران، وهذا ما أرعب عيون قريش.

ورد عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2 / 135):

" ثم نزل مر الظهران عشاء، فأمر أصحابه فأوقدوا عشرة آلاف نار، ولم يبلغ قريشا مسيره ، وهم مغتمون لما يخافون من غزوه إياهم، فبعثوا أبا سفيان بن حرب يتحسس الأخبار وقالوا: إن لقيت محمدا فخذ لنا منه أمانا، فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء ، فلما رأوا العسكر أفزعهم " انتهى.
https://www.google.com/amp/s/islamqa.info/amp/ar/answers/261634
..............
وجبل فاران وحسب الخرائط اليونانية القديمة هو نفسه " جبل أبي قُبيس " والذي فيه غار حراء


5- فى حبقوق 3/3 تأتى الإشارة الى فاران موطن اسماعيل مرة أخرى ( الله جاء من تيمان من جبل فاران سلاة غطى السموات و الأرض امتلأت التسبيح ) و امتداد النور و امتلاء الأرض بالتسبيح دليل على اقامة أمة واسعة عظيمة , و مركزها أرض جبال فاران فى منطقة تيمان !و العجيب فى الأمر أن الترجمة العربية المشتركة فى تعليقها على النص تقول


( تيمان منطقة من مملكة أدوم تقع جنوبي شرقي يهوذا )


( و هي مكان المدينة المنورة و انظر الى أى خريطة بالكتاب المقدس جاء فيها موضع أدوم و سوف ترى أن أدوم جنوب شرق مملكة يهوذا داخل شبه الجزيرة العربية ) .فالنص شاهد على أنه ثمة نبوة قاهرة تلمع كالنور، ويملأ الآفاق دوي أذان هذا النبي بالتسبيح.


وتيمان كما يذكر محررو الكتاب المقدس هي كلمة عبرية معناها: " الجنوب ".


بخصوص تيماء فأرجوا أن يتمالك النصارى أنفسهم و هم ينظرون الى هذه الخريطة و التي تظهر فيها تيماء بلصق المدينة المنورة .
طبعاً هناك فرق بين تيما وتيمان


ومن هذا كله فالقدوس المتلألئ في جبال فاران هو نبي الإسلام، فكل الصفات المذكورة لنبي فاران متحققة فيه، ولا تتحقق في سواه من الأنبياء الكرام.


السؤال الرابع : كيف يكون القدوس الاتي من فاران هو نبي الاسلام والقدوس هو اسم الله فهل نبي المسلمين اله؟

حسب الكتاب المُقدس فقط ... فإن :القديس = القدوس = المُقدس ....في الكتاب المُقدس ..هي كلمة واحدة فقط ...يستخدمها المُترجمون كما يحلو لهم ففي لغة الكتاب المقدس لا يُعرف فرقٌ بين قديس وقدوس ومقدس .. كل الكلمات في الحقيقة نفس الكلمة اليونانية...(هاج إييوس) ..(ἅγιον )...(قديس, قدوس, قُدُس ,مقدس) (Holy) ...فإن أحب المُترجمون إعتباره أن الله هو المقصود كتبوا الحرف الأول كابيتال Capital( بالترجمة طبعاً وليس في المخطوطات الكلمات بالمخطوطات لا تميز بينها...)وإن لا ...جعلوه صغير Small لن تحتاجوا إلى أن تُجيدوا اليونانية لتفهموا الأمر ...أولاً: القُدُس....الروح القُدُس......


(متى 1: 18)أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.Τοῦ δὲ ᾿Ιησοῦ Χριστοῦ ἡ γέννησις οὕτως ἦν. μνηστευθείσης γὰρ τῆς μητρὸς αὐτοῦ Μαρίας τῷ ᾿Ιωσήφ, πρὶν ἢ συνελθεῖν αὐτοὺς, εὑρέθη ἐν γαστρὶ ἔχουσα ἐκ Πνεύματος ῾Αγίου.


ثانياً : المُقدس...
الموضع المُقدس..(أعمال 6: 13 )وَأَقَامُوا شُهُوداً كَذَبَةً يَقُولُونَ: «هَذَا الرَّجُلُ لاَ يَفْتُرُ عَنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ تَجْدِيفاً ضِدَّ هَذَا الْمَوْضِعِ الْمُقَدَّسِ وَالنَّامُوسِἔστησάν τε μάρτυρας ψευδεῖς λέγοντας· ὁ ἄνθρωπος οὗτος οὐ παύεται ῥήματα βλάσφημα λαλῶν κατὰ τοῦ τόπου τοῦ ῾Αγίου καὶ τοῦ νόμου·


ثالثاً: القديس ....(قديس)(فيلمون 4: 21 ) سَلِّمُوا عَلَى كُلِّ قِدِّيسٍ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ الَّذِينَ مَعِي. ᾿Ασπάσασθε πάντα ἅγιον ἐν Χριστῷ ᾿Ιησοῦ. ἀσπάζονται ὑμᾶς οἱ σὺν ἐμοὶ ἀδελφοί.وكلمة قديس هي نفسها قدوس !!!!!!!!وهنا القاموس الإنجليزي اليوناني ..لتُراجعوا الكلمة وتبحثوا عنها ...بنفسكم وتتأكدوا
G40ἅγιοςhagioshag'-ee-osFrom ἅγος hagos (an awful thing) compare G53, [H2282]; sacred (physically pure, morally blameless or religious, ceremonially consecrated): - (most) holy (one, thing), saint.




إن عرفنا أن القدوس يُمكن أن تكون القديس والمُقدس...حسب الكتاب المُقدس باليونانية ...أصل كل تراجم اليوم .فما السبب الذي جعل المُترجمين ...لا يُترجمونها هكذا :لما لم يُترجمها المُترجمون العرب القديس وليس القدوس؟!!!هل يستطيع أي واحد في الكون كله أن يقول أن هذه الكلمة اليونانية هاجييوس هي هنا القدوس وليس القديس؟!! ..أو القديس وليس القدوس؟!!!... بالطبع لا ...

إذاً فهنا يتضح أن المُترجمين العرب نيتهم مُبيته في أن يُحاولوا أن يضعوا فكرهم في تراجمهم للعهدين..فبدلاً من القديس يضعها القدوس .....ولن يلحظ أحد شيئاً ...!!لما لم يُترجمها هكذا؟!!!"

الروح القدوس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك ايضا القدّيس المولود منك يدعى ابن الله "وهي في الترجمة القدوس أو لما لم يُترجمها المترجمون الرب يأتي من تيمان والقديس من جبل فاران او الرب جاء من تيمان والمقدس من جبل فاران المقدسة = القدوس = القديس ....كلمة واحدة يونانية للثلاثة ..

من يُعطي المُترجم الحق في أن يختار الكلمة المُناسبة؟!!!بناءً على ذلك فأطلقت هذه الكلمة مئات المرات على أشخاص وأشياء


أطلقت اللفظ بترجمة الفاندايك على بني اسرائيل ؟فهل بني اسرائيل كلهم الهة حقيقين !!!!!!


أطلقت على هارون ؟فهل هارون هو الله !!!!!!


كل من في المسيح قدوس فهل كل من في المسيح الهة !!!!!!!!!!


أطلقت عى كل الأنبياء فهل كل الأنبياء الهة !!!!!!!!!!


الأدلة:


فيلمون( 4: 21 ) سَلِّمُوا عَلَى كُلِّ قِدِّيسٍ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ الَّذِينَ مَعِي. 


سفر الخروج 28: 3وَتُكَلِّمُ جَمِيعَ حُكَمَاءِ الْقُلُوبِ الَّذِينَ مَلأْتُهُمْ رُوحَ حِكْمَةٍ، أَنْ يَصْنَعُوا ثِيَابَ هَارُونَ لِتَقْدِيسِهِ لِيَكْهَنَ لِي. الاستنتاج هارون قدوس


سفر أعمال الرسل 3: 21الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ السَّمَاءَ تَقْبَلُهُ، إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ، الَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا اللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ مُنْذُ الدَّهْر تذكرة :  إذا كل نبي هو قدوس الله


سفر الخروج 29: 1«وَهذَا مَا تَصْنَعُهُ لَهُمْ لِتَقْدِيسِهِمْ لِيَكْهَنُوا لِي: خُذْ ثَوْرًا وَاحِدًا ابْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ صَحِيحَيْنِ،
سفر الخروج 29: 36وَتُقَدِّمُ ثَوْرَ خَطِيَّةٍ كُلَّ يَوْمٍ لأَجْلِ الْكَفَّارَةِ. وَتُطَهِّرُ الْمَذْبَحَ بِتَكْفِيرِكَ عَلَيْهِ، وَتَمْسَحُهُ لِتَقْدِيسِهِ.


سفر اللاويين 8: 11وَنَضَحَ مِنْهُ عَلَى الْمَذْبَحِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَمَسَحَ الْمَذْبَحَ وَجَمِيعَ آنِيَتِهِ، وَالْمِرْحَضَةَ وَقَاعِدَتَهَا لِتَقْدِيسِهَا.


سفر اللاويين 8: 12وَصَبَّ مِنْ دُهْنِ الْمَسْحَةِ عَلَى رَأْسِ هَارُونَ وَمَسَحَهُ لِتَقْدِيسِهِ. الاستناج : هارون قديس أو قدوس أو مقدس


سفر اللاويين 11: 44إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. وَلاَ تُنَجِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِدَبِيبٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.وكلمة قديسين هي نفسها كلمة قدوس لكن المترجمين العرب هم من حرف الترجمة الاستنتاج المخاطبون قديسيون أو قدوسون فهل هم الهة !!!!! 


سفر الحكمة 5: 5فَكَيْفَ أَصْبَحَ مَعْدُودًا فِي بَنِي اللهِ، وَحَظُّهُ بَيْنَ الْقِدِّيسِينَ؟! 


  سفر الحكمة 10: 10وَهِيَ الَّتِي قَادَتِ الصِّدِّيقَ الْهَارِبَ مِنْ غَضَبِ أَخِيهِ فِي سُبُلٍ مُسْتَقِيمَةٍ، وَأَرَتْهُ مَلَكُوتَ اللهِ، وَأَتَتْهُ عِلْمَ الْقِدِّيسِينَ، وَأَنْجَحَتْهُ فِي أَتْعَابِهِ، وَأَكْثَرَتْ ثَمَرَاتِ أَعْمَالِهِ.


سفر الحكمة 18: 9فَإِنَّ الْقِدِّيسِينَ بَنِي الصَّالِحِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ خُفْيَةً، وَيُوجِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ شَرِيعَةَ اللهِ هذِهِ أَنْ يَشْتَرِكَ الْقِدِّيسُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ عَلَى السَّوَاءِ. وَكَانُوا يُرَنِّمُونَ بِتَسَابِيحِ الآبَاءِ،


رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 7إِلَى جَمِيعِ الْمَوْجُودِينَ فِي رُومِيَةَ، أَحِبَّاءَ اللهِ، مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.


رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 27وَلكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ، لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ.


رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 2إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَهُمْ وَلَنا


رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 33ل


أَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ.


رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1: 1بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ، إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، مَعَ الْقِدِّيسِينَ أَجْمَعِينَ الَّذِينَ فِي جَمِيعِ أَخَائِيَةَ


رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 1: 1بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، إِلَى الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أَفَسُسَ، وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ


رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 19فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلًا، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ،


رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 2إِلَى الْقِدِّيسِينَ فِي كُولُوسِّي، وَالإِخْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.


رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 3: 12فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ،


سفر اللاويين 11: 45إِنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلهًا. فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ.الاستنتاج المخاطبون قديسيون أو قدوسون


سفر اللاويين 19: 2«كَلِّمْ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ.بني اسرائيل قدوسون !!!!!!


سفر اللاويين 20: 7فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ.


سفر اللاويين 20: 26وَتَكُونُونَ لِي قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا الرَّبُّ، وَقَدْ مَيَّزْتُكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ لِتَكُونُوا لِي.


سفر التثنية 33: 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ، وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ.


سفر القضاة 17: 3فَرَدَّ الأَلْفَ وَالْمِئَةَ شَاقِلِ الْفِضَّةِ لأُمِّهِ. فَقَالَتْ أُمُّهُ: «تَقْدِيسًا قَدَّسْتُ الْفِضَّةَ لِلرَّبِّ مِنْ يَدِي لابْنِي لِعَمَلِ تِمْثَال مَنْحُوتٍ وَتِمْثَال مَسْبُوكٍ. فَالآنَ أَرُدُّهَا لَكَ».


سفر أخبار الأيام الأول 23: 13اِبْنَا عَمْرَامَ: هَارُونُ وَمُوسَى، وَأُفْرِزَ هَارُونُ لِتَقْدِيسِهِ قُدْسَ أَقْدَاسٍ هُوَ وَبَنُوهُ إِلَى الأَبَدِ، لِيُوقِدَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَخْدِمَهُ وَيُبَارِكَ بِاسْمِهِ إِلَى الأَبَدِ


سفر أخبار الأيام الثاني 29: 17وَشَرَعُوا فِي التَّقْدِيسِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الأَوَّلِ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ مِنَ الشَّهْرِ انْتَهَوْا إِلَى رِوَاقِ الرَّبِّ وَقَدَّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ فِي ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، وَفِي الْيَوْمِ السَّادِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ انْتَهَوْا.ويمكنكم الاستمرار بالنصوص ساعات وساعات 


سفر الخروج 29: 6وَتَضَعُ الْعِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَتَجْعَلُ الإِكْلِيلَ الْمُقَدَّسَ عَلَى الْعِمَامَةِ،وكلمة المقدس هي نفسها كلمة قدوس هي نفسها قديس 


سفر الخروج 29: 29«وَالثِّيَابُ الْمُقَدَّسَةُ الَّتِي لِهَارُونَ تَكُونُ لِبَنِيهِ بَعْدَهُ، لِيُمْسَحُوا فِيهَا، وَلِتُمْلأَ فِيهَا أَيْدِيهِمْ. سفر الخروج 31: 10وَالثِّيَابَ الْمَنْسُوجَةَ، وَالثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ لِهَارُونَ الْكَاهِنِ وَثِيَابَ بَنِيهِ لِلْكَهَانَةِ،


سفر الخروج 35: 19وَالثِّيَابَ الْمَنْسُوجَةَ لِلْخِدْمَةِ فِي الْمَقْدِسِ، وَالثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ لِهَارُونَ الْكَاهِنِ، وَثِيَابَ بَنِيهِ لِلْكَهَانَةِ».


سفر الخروج 35: 21ثُمَّ جَاءَ كُلُّ مَنْ أَنْهَضَهُ قَلْبُهُ، وَكُلُّ مَنْ سَمَّحَتْهُ رُوحُهُ. جَاءُوا بِتَقْدِمَةِ الرَّبِّ لِعَمَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَلِكُلِّ خِدْمَتِهَا وَلِلثِّيَابِ الْمُقَدَّسَةِ.


سفر الخروج 36: 1«فَيَعْمَلُ بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآبُ وَكُلُّ إِنْسَانٍ حَكِيمِ الْقَلْبِ، قَدْ جَعَلَ فِيهِ الرَّبُّ حِكْمَةً وَفَهْمًا لِيَعْرِفَ أَنْ يَصْنَعَ صَنْعَةً مَا مِنْ عَمَلِ الْمَقْدِسِ بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ»

سنعرض لاحقاً ترجمات قالت قديس وليس قدوس
سفر الخروج 36: 3فَأَخَذُوا مِنْ قُدَّامِ مُوسَى كُلَّ التَّقْدِمَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لِصَنْعَةِ عَمَلِ الْمَقْدِسِ لِكَيْ يَصْنَعُوهُ. وَهُمْ جَاءُوا إِلَيْهِ أَيْضًا بِشَيْءٍ تَبَرُّعًا كُلَّ صَبَاحٍ.


سفر الخروج 36: 4فَجَاءَ كُلُّ الْحُكَمَاءِ الصَّانِعِينَ كُلَّ عَمَلِ الْمَقْدِسِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي هُمْ يَصْنَعُونَهُ.


سفر الخروج 36: 6فَأَمَرَ مُوسَى أَنْ يُنْفِذُوا صَوْتًا فِي الْمَحَلَّةِ قَائِلِينَ: «لاَ يَصْنَعْ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ عَمَلًا أَيْضًا لِتَقْدِمَةِ الْمَقْدِسِ». فَامْتَنَعَ الشَّعْبُ عَنِ الْجَلَبِ.


سفر الخروج 38: 24كُلُّ الذَّهَبِ الْمَصْنُوعِ لِلْعَمَلِ فِي جَمِيعِ عَمَلِ الْمَقْدِسِ، وَهُوَ ذَهَبُ التَّقْدِمَةِ: تِسْعٌ وَعِشْرُونَ وَزْنَةً وَسَبْعُ مِئَةِ شَاقِل وَثَلاَثُونَ شَاقِلًا بِشَاقِلِ الْمَقْدِسِ.


سفر الخروج 38: 25وَفِضَّةُ الْمَعْدُودِينَ مِنَ الْجَمَاعَةِ مِئَةُ وَزْنَةٍ وَأَلْفٌ وَسَبْعُ مِئَةِ شَاقِل وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ شَاقِلًا بِشَاقِلِ الْمَقْدِسِ


سفر الخروج 38: 26لِلرَّأْسِ نِصْفٌ، نِصْفُ الشَّاقِلِ بِشَاقِلِ الْمَقْدِسِ. لِكُلِّ مَنِ اجْتَازَ إِلَى الْمَعْدُودِينَ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا، لِسِتِّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاَثَةِ آلاَفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ.


سفر الخروج 38: 27وَكَانَتْ مِئَةُ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ لِسَبْكِ قَوَاعِدِ الْمَقْدِسِ وَقَوَاعِدِ الْحِجَابِ. مِئَةُ قَاعِدَةٍ لِلْمِئَةِ وَزْنَةٍ. وَزْنَةٌ لِلْقَاعِدَةِ.


سفر الخروج 39: 1وَمِنَ الأَسْمَانْجُونِيِّ وَالأُرْجُوَانِ وَالْقِرْمِزِ صَنَعُوا ثِيَابًا مَنْسُوجَةً لِلْخِدْمَةِ فِي الْمَقْدِسِ، وَصَنَعُوا الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي لِهَارُونَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.

كما أن الكلمة قد ترجمت الى قديس على سبيل المثال لا الحصر 
ترجوم يوناثان الآرامي

בְמִיתַן אוֹרָיתָא לְעַמֵיה אֲלָהָא מִדָרוֹמָא אִתגְלִי וְקַדִישָא מִטוּרָא דְפָארָן בִגבוּרַת עָלְמִין אִתחֲפִיאוּ שְמַיָא זִיו יְקָרֵיה וְאָמְרֵי תוּשבַחתֵיה מַליָא אַרעָא

التعريب والترجمة الحرفية

بمِثن (بإعطاء) أورَيثا (الشريعة) لعَمِيه (لشعبه) ألـَها (الله) مِدَروما (من الجنوب) اتجلي (تجلَّى) وقديشا (والقديس) مِطورا (من جبل) دفآرَن (فاران) بجبورت (بجبروت) عَلمين (أبدي) اتحفيئو (تغطّت) شمَيا (السماء) زيو (ببهاء) يقريه (مجده)، وأمري (وأقوال) توشبحتيه (تسبيحته) مليا (ملأت) أرعا (الأرض). 
واطلاق كلمة الرب او الاله على الأنبياء والملائكة والملوك شائعة في الكتاب المقدس
(سفر الخروج 7: 1) فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.وسمي بولس وبرنابا آلهة لما أتيا ببعض المعجزات "فالجموع لما رأوا ما فعله بولس رفعوا أصواتهم قائلين: إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا" (أعمال 14/11)، فقد كان من عادة الرومان تسمية من يفعل شيئاً فيه نفع للشعب :إلهاً، ولا تغير التسمية في الحقيقة شيئاً، ولا تجعل من المخلوق إلهاً، ولا من العبد الفاني رباً وإلهاً.وقد سمي إسماعيل بهذا الاسم العبراني، ومعناه: "الله يسمع"، ومثله يهوياقيم أي: "الله يرفع"، ويهوشع "الرب خلص"، وغيرهم … ولم تقتض أسماؤهم ألوهيتَهم.وجاء في سفر الرؤيا: "من يغلب فسأجعله في هيكل إلهي، ولا يعود يخرج إلى خارج، وأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي- أورشليم الجديدة -النازلة من السماء من عند إلهي واسمي الجديد" (الرؤيا 3/12)، وجاء في التوراة: "فيجعلون اسمي على بني إسرائيل" (العدد 6/27)، ومع ذلك فليسوا آلهة.وفي إنجيل يوحنا أن المسيح كان يخاطبه تلاميذه: يا رب، ومقصودهم: يا معلم، فها هي مريم المجدلية تلتفت إليه وتقول: "ربوني الذي تفسيره: يا معلم…وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب" (يوحنا 20/16-17).وخاطبه اثنان من تلاميذه: "رب الذي تفسيره: يا معلم" (يوحنا 1/38).ولم يخطر ببال أحد من التلاميذ المعنى الاصطلاحي لكلمة الرب حين أطلقوها على المسيح، فقد كانوا يريدون : المعلم والسيد، ولذلك شبهوه بيوحنا المعمدان حين قالوا له: " يا رب علمنا أن نصلي كما علم يوحنا تلاميذه". (لوقا 11/1).واستعمال لفظة الرب بمعنى : السيد، شائع في اللغة اليونانية وكذلك بالعبرية يقول ستيفن نيل: "إن الكلمة اليونانية الأصلية التي معناها: "رب" يمكن استعمالها كصيغة للتأدب في المخاطبة، فسجان فلبي يخاطب بولس وسيلة بكلمة: "سيدي" أو "رب"، يقول سفر الأعمال: " أخرجهما وقال: يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص. فقالا: آمن بالرب يسوع المسيح، فتخلص أنت وأهل بيتك" (أعمال 16/30)… وكانت اللفظة لقباً من ألقاب الكرامة… ".وأطلقت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالمزمور "قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك". (المزمور 110/ 1)، فهو لا يراد به المسيح عيسى عليه السلام بأي حال من الأحوال، بل المراد هو المسيا المنتظر، الذي وعد به بنو إسرائيل، وهو محمد صلى الله عليه وسلم.وقد أخطأ بطرس حين فهم أن النص يراد به المسيح، فقال: "لأن داود لم يصعد إلى السموات. وهو نفسه يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً، فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم" (أعمال 2/29-37).ودليل الخطأ في فهم بطرس، وكذا فهم النصارى، أن المسيح أنكر أن يكون هو المسيا الموعود على لسان داود، "فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح (أي الذي تنتظره اليهود)، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة" (متى 22/41-46).فالمسيح سأل اليهود عن المسيح المنتظر الذي بشر به داود وغيره من الأنبياء، "ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟" فأجابوه: "ابن داود"، فخطأهم وقال: " فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه "، وفي مرقس: " كيف يقول الكتبة أن المسيح ابن داود؟ لأن داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فداود نفسه يدعوه رباً. فمن أين هو ابنه؟! " (مرقس 12/37).وهو ما ذكره لوقا أيضاً " وقال لهم: كيف يقولون أن المسيح ابن داود. وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: قال الرب لربي: اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإذا داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه". (لوقا 20/40-44).
وأطلقت ألفاظ مشابهة على الملائكة:
11 وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ.


12 وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».


13 فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ !!! الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا 
مما سبق نستنتج أن كلمة اله ورب وقدوس تطلق على الناس والانبياء والرسل والملائكة حسب العهدين القديم والجديد

مناقشة النصوص:
النص العبري المسوري
Masoretic Text



יְהוָה מִסִּינַי בָּא וְזָרַח מִשֵּׂעִיר לָמוֹ--הוֹפִיעַ מֵהַר פָּארָן, וְאָתָה מֵרִבְבת קדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדת (אֵשׁ דָּת) לָמוֹ. אַף חבֵב עַמִּים, כָּל-קְדשָׁיו בְּיָדֶךָ; וְהֵם תֻּכּוּ לְרַגְלֶךָ, יִשָּׂא מִדַּבְּרתֶיךָ

التعريب والترجمة الحرفية


يهوه (الرب) مِسّينَي (من سيناء) باء (جاء)، وزرح (وأشرق) مِسّعير (من سعير) لمو (لهم). هوفيع (تلألأ) مِهَر (من جبل) فآرَن (فاران)، وأتـَه (وأتى؟) مِرِبْبُت (من رِبوَات) قُدش (مقدسة)، ميمينو (من يمينه) إش (نار) دَت (شريعة) لمو (لهم). آف (أيضاً) حُبـِب (مُحِبّ) عَمِّيم (الشعوب). كَلّ (كُلّ) قدشَيو (قدّيسيه) بيدك (بيدك)، وهِم (وهُم) تُكو (متكئون) لرجلك (لرِجْلك) يسأ (يتقبّلون) مِدَبرتيك (من كلامك). 

النص العبري السامري
Samaritan Pentateuch



יהוה מסיני בא וזרח משעיר למו הופיע מהר פראן ואתו מרבבות קדש מימנו אשדת למו. אף חובב עמים וכל קדשיו בידך והם תכו לרגליך שאו מדברתך

التعريب والترجمة الحرفية


يهوه (الرب) مسيني (من سيناء) باء (جاء)، وزرح (وأشرق) مسعير (من سعير) لمو (لهم). هوفيع (تلألأ) مهر (من جبل) فرآن (فاران)، وإتو (ومعه) مرببوت (من رِبْواتٍ) قُدش (مقدسة)، ميمنو (من يمينه) إشدت (نار شريعة) لمو (لهم). آف (أيضاً) حوبب (مُحِبّ) عميم (الشعوب). كل (كُلّ) قدشيو (قدّيسيه) بيدك (بيدك)، وهم (وهُم) تكو (متكئون) لرجليك (لرِجْليك) سؤو (متقبّلون) مِدَبرتك (من كلامك). اهـ

الاختلافات بين المسورية والسامرية


بعيداً عن الحروف الطفيفة، يتجلّى أهم اختلاف بينهما في كلمة ואתה المذكورة في النص المسوري (واو - ألف - تاء - هاء)، بينما هي في السامرية ואתו (واو - ألف - تاء - واو). فهل حرف الهاء غيّر شيئاً؟

نعم، فالكلمة مكونة من مقطعين: (ألف تاء) + (ضمير). وما فعله الكاتب المسوري هو تحويل ضمير الواو إلى هاء إيهاماً للكلمة لتُنطَق ككلمة (أتى). واحتفظت السامرية بالقراءة الأصلية، وهي (إتو) أي (معه). وهذه هي القراءة الموجودة في باقي الترجمات القديمة كما سنرى.النص اليوناني السبعيني

Septuagint

κύριος εκ Σινα ηκει καὶ επέφανεν εκ Σηιρ ημι̃ν καὶ κατέσπευσεν εξ ορους Φαραν σὺν μυριάσιν Καδης εκ δεξιω̃ν αυτου̃ αγγελοι μετ' αυτου̃ . καὶ εφείσατο του̃ λαου̃ αυτου̃ καὶ πάντες οι ηγιασμένοι υπὸ τὰς χει̃ράς σου καὶ ου̃τοι υπὸ σέ εισιν καὶ εδέξατο απὸ τω̃ν λόγων αυτου̃

الترجمة الحرفية



الرب من سيناء جاء، وظهر من سعير لنا. وأسرع من جبل فاران، مع ربوات قادش، من يمينه ملائكة معه. وصان شعبه، وكل قدّيسيه في يديك. وهُم تحتك، وتقبَّل من كلامه.

التعليق

ترجمت السبعينية (لمو) الأولى إلى (لنا) والثانية إلى (معه)، وظنّت أن كلمة (قدش) هي مدينة (قادش). وترجمت (إشدت) إلى (ملائكة). كما ترجمت الكلمة العبرية (أته) إلى (مع) تمشياً مع القراءة السامرية.



نص الفولجاتا اللاتينية
Vulgate

Dominus de Sina venit et de Seir ortus est nobis apparuit de monte Pharan et cum eo sanctorum milia in dextera eius ignea lex.

الترجمة الحرفية


الرب من سيناء جاء، ومن سعير أشرق لنا. تلألأ من جبل فاران، ومعه آلاف القديسين، في يمنه شريعة متـّقدة.

التعليق


ترجم جيروم الكلمة العبرية (أته) إلى (معه) تمشياً مع القراءة السامرية، مما يدل على أن القراءة الأصلية هي (إتو). كما تدارك جيروم الخطأ الذي وقع فيه السبعينيون، فترجم (قدش) إلى (قديسين).

ترجوم أونقيلوس الآرامي
Onkelos


יְיָ מִסִּינַי אִתְגְּלִי וְזֵיהוֹר יְקָרֵיהּ מִשֵּׂעִיר אִתַּחְזִי לַנָא--אִתְגְּלִי בִּגְבוּרְתֵיהּ עַל טוּרָא דְּפָארָן, וְעִמֵּיהּ רִבְּוָת קַדִּישִׁין; כְּתָב יַמִּינֵיהּ, מִגּוֹ אִישָׁתָא אוֹרָיְתָא יְהַב לַנָא. אַף חַבֵּיבִנּוּן לְשִׁבְטַיָּא, כָּל קַדִּישׁוֹהִי בֵּית יִשְׂרָאֵל בִּגְבוּרָא אַפֵּיקִנּוּן מִמִּצְרָיִם; וְאִנּוּן מִדַּבְּרִין תְּחוֹת עֲנָנָךְ, נָטְלִין עַל מֵימְרָךְ

التعريب والترجمة الحرفية

يي (الرب) مسيني (من سيناء) اتجلي (تجلَّى)، وزيهور (ولمع) يقريه (مجده) مسعير (من سعير) اتحزي (رُؤي) لنا (لنا). اتجلي (تجلَّى) بجبورتيه (بجبروته) عل (على) طورا (جبل) دفارَن (فاران)، وعميه (ومعه) ربوت (رِبوات) قديشين (قديسين). كتب (كتبَت) يمينيه (يمينـُه) مجو (من وسط) إيشثا (النار) أورَيثا (شريعة) يهب (وهب) لنا (لنا). آف (أيضاً) حبيبنون (مُحبّهم) لشبطيا (للأسباط)، كل (كل) قديشوهي (قديسيه) بيت (بيت) يسرئل (إسرائيل). بجبورا (بقوّة) أفيقنون (أخرجهم) ممصريم (من مصر)، وأنون (وهم) مدبرين (مسوقون) تحوت (تحت) عنـَنك (سحابتك)، نـَطلين (سائرون) عل (على) ميمرك (كلمتك). اهـتعليق على ترجوم أونقيلوس


ترجم أصحاب الترجوم العبارة العبرية إلى (ومعه ربوات قديسين)، فهي أيضاً تنصّ على أن الكلمة العبرية الأصلية هي (إتو) أي (معه).

وقد حاول أصحاب الترجوم تأويل النبوءة لتنطبق على بني إسرائيل، فأضافوا من عندهم زيادات فوق النص!! ولو كان النص منطبقاً عليهم، لما لجئوا إلى التعسف!

ترجوم يوناثان الآرامي
Pseudo-Jonathan


יְיָ מִן סִינַי אִתְגְלֵי לְמִתַּן אוֹרַיְיתָא לְעַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵל וּדְנַח זִיו אִיקַר שְׁכִינְתֵּיהּ מִגַבְלָא לְמִיתְּנָהּ לִבְנוֹי דְעֵשָו וְלָא קַבִּילוּ יָתָהּ הוֹפַע בְּהַדְרַת אִיקַר מִטַוְורָא דְפָארָן לְמִיתְנָהּ לִבְנוֹי דְיִשְׁמָעֵאל וְלָא קַבִּילוּ יָתָהּ הֲדַר וְאִתְגְלֵי בִּקְדוּשָׁא עַל עַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵל וְעִמֵיהּ רִיבַן רִיבְווָן מַלְאָכִין קַדִישִׁין כְּתַב יְמִינֵיהּ וְאוֹרַיְיתָא מִגוֹ שַׁלְהוֹבִית אֵישָׁתָא פִּקוּדַיָא יְהַב לְהוֹן: אוּף כָּל מַה דְאוֹדָאָה לְעַמְמַיָא מְטוֹל לִמְחַבְבָא עַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵל כֻּלְהוֹן קָרָא לְהוֹן קַדִישִׁין לְמֵקוּם בַּאֲתַר בֵּית שְׁכִינְתֵּיהּ וְכַד הִנוּן נַטְרִין מִצְוָותָא דְאוֹרַיְיתָא מְדַבְּרִין לְרֶגֶל עֲנָנֵי יְקָרָךְ נַיְיחִין וְשַׁרְיַין כְּמִין פִּסָא דְבַר

التعريب والترجمة الحرفية


يي (الرب) من سينـَي (من سيناء) اتجلي (تجلَّى) لمِتن (لإعطاء) أورَيثا (الشريعة) لعميه (لشعبه) بيت (بيت) يسرئل (إسرائيل). ودنح (وأشرق) زيو (بهاء) إيقر (مجد) شكينتيه (سكينته) مِجَبْلا (مِن سعير) لميتنَه (لإعطائها) لبنوي (لِبَنِي) دعِسو (عيسو)، ولا (فما) قبيلو (قـَبـِلوا) يَثَه (إياها). هوفع (تلألأ) بهدرت (بجلال) إيقر (المجد) مِطـَورا (من جبل) دفآرَن (فاران) لميتنه (لإعطائها) لبنوي (لبني) ديشمعئل (إسماعيل)، ولا (فما) قبيلو (قبلوا) يثه (إياها). هدَر (عاد) وإتجلي (وتجلَّى) بقدوشا (بقداسةٍ) عل (على) عَمّيه (شعبه) بيت (بيت) يسرئل (إسرائيل)، وعِمّيه (ومعه) ريبَن (رِبوة) ريبوَن (ربوات) ملآكين (ملائكة) قديشين (قديسين). كتب (كتبت) يمينيه (يمينه) وأوريثا (وشريعةً) مجو (من وسط) شلهوبيث (لهيب) إيشـَثا (النار) فقودَيا (وصايا) يهب (وهب) لهون (لهم). أوف (أيضاً) كل (كل) مَه (ما) دأودآه (أصاب) لعَممَيا (الشعوب) مطول (لأجل) لمحببا (أنه محب) عَميه (شعبه) بيت (بيت) يسرئل (إسرائيل)، كلهون (كلّهم) قرأ (دعا) لهون (إيّاهم) قديشين (قديسين) لمقوم (للقيام) بأثر (في موضع) شكينتيه (سكينته). وكد (وعندما) هنون (هم) نَطرين (حفظوا) مِصواثا (وصايا) دأورَيثا (الشريعة)، مدبرين (سِيقوا) لرجل (أسفل) عنـَني (سحابة) يقرك (مجدك)، نَيحين (استراحوا) وشَريين (وأقاموا) كمِين (بحسب) فِسأ (أمر) دبَر (الكلمة). 

التعليق على ترجوم يوناثان
هذا الترجوم أكثر تحرراً في الترجمة من ترجوم أونقيلوس، فقد توسّع في الإضافات والزيادة بشكل عجيب! على أنه تجرد الإشارة إلى أن هذا الترجوم:
- استخدم كلمة (معه) كما فعلت كل الترجمات تمشياً مع النص السامري.
- استخدم كلمة ملائكة، وهو نفس ما استخدمته السبعينية، وإن كان الترجوم هنا جمع بين الملائكة والقديسين معاً.
- وأهم شيء في هذه الترجمة هو قولها: (تلألأ بجلال المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل)، فقد صرّح بأن (جبل فاران) يخصّ العرب لا بني إسرائيل، كما سنوضّح بالتفصيل إن شاء الله.

نص الفشيطتا السريانية
Peshitta


ܡܪܝܐ ܡܢ ܣܝܢܝ ܐܬܐ ܘܕܢܚ ܠܢ ܡܢ ܣܥܝܪ ܘܐܬܓܠܝ ܡܢ ܛܘܪܐ ܕܦܪܢ ܘܥܡܗ ܡܢ ܪܒܘܬܐ ܕܩܕܝܫܐ ܡܢ ܝܡܝܢܗ . ܝܗܒ ܠܗܘܢ ܘܐܦ ܐܪܚܡ ܐܢܘܢ ܠܥܡܡܐ ܘܟܠܗܘܢ ܩܕܝܫܘܗܝ ܒܪܟ ܘܗܢܘܢ ܡܕܪܟܝܢ ܠܪܓܠܟ ܘܡܩܒܠܝܢ ܡܢ ܡܠܬܟ

التعريب والترجمة الحرفية

مريا (الرب) من (مِن) سيني (سيناء) أتا (أتى)، ودنح (وأشرق) لن (لنا) من (من) سعير (سعير)، وإتجلي (وتجلَّى) من (من) طورا (جبل) دفرن (فاران)، وعِمّه (ومعه) من (مِن) ربوثا (ربوات) دقديشا (القديسين) من (من) يمينه (يمينه). يهب (وهَب) لهون (لهم) وآف (وأيضاً) أرحم (حَبَّب) أنون (إياهم) لعمما (للشعوب)، وكلهون (وكلهم) قديشوهي (قديسيه) برك (بارك). وهنون (وهُم) مدركين (ينقادون) لرجلك (لرجلك)، ومقبلين (ويتقبلون) من (من) ملتك (كلامك). اهـ

التعليق على نص الفشيطتا

استخدم السريان أيضاً عبارة (ومعه من ربوات القديسين)، مما يؤكد على أن القراءة السامرية هي الأصل، وأن الكلمة في النص المسوري محرّفة. كما يتضح أيضاً أن هؤلاء القديسين مرتبطون بفاران لأنها آخر مكان ذُكِر، وجاء الحديث عن القديسين بعده. وقد التزم السريان بالنص العبري، فلم يضيفوا إليه أو يترجموه ترجمة تفسيرية كما فعل أصحاب الترجمة
فهذا النص الذي نحن بصدده يتحدث عن ثلاث رسالات سماوية بثلاث شرائع إلهية: شريعة سيناء، شريعة سعير، شريعة فاران. فالنص لا يتحدث إلا عن ثلاثة أماكن فقط، وأما اعتبار (قدش) اسم مكان، فباطل. فالسبعينية ترجمتها خطأ إلى (قادش)، وتدارك جيروم خطئها كما رأينا. ولا زال التحريف فيها مستمراً، إذ هي في الترجمة الكاثوليكية العربية: "ربوات قادش"! وفي الترجمة المشتركة: "رُبَى القـُدس" فحرّفوا (رِبْوات) جمع (رِبْوة) أي عشرة آلاف، وحوّلوها إلى (رُبى) جمع (رَبوة)!! كما ترجموا (قدش) إلى (القـُدس) تمويهاً للقارئ لينصرف ذهنه إلى أورشليم! كلّ هذا محاولة منهم ليقولوا إن النص يتحدث عن أربعة أماكن وليس ثلاثة، وبالرجوع إلى النسخ والترجمات القديمة يتضح بطلان هذا القول.
شريعة سيناء الموسوية

كلّ مكان من هذه الأماكن مرتبط بنزول الشريعة الإلهية، ولم يأتِ اعتباطاً. فسيناء تشير إلى الرسالة الموسوية بعد خروج بني إسرائيل من مصر، وذلك بنزول التوراة على موسى في جبل سيناء: "وقال الرب لموسى: اصعد إليَّ إلى الجبل وكُن هناك، فأعطيك لوحَي الحجارة والتوراة والوصية التي كتبتُها لتعليمهم. فقام موسى ويشوع خادمه، وصعد موسى إلى جبل الله .. وحل مجد الرب على جبل سيناء" (خر 24: 12-16). وكلمة (التوراة) في النص العبري هي הַתּוֹרָה هَـتـُوراه (التوراة)، وهي في الترجمة العربية (الشريعة).
شريعة سعير المسيحية
أخطأ مفسرو أهل الكتاب في تعيين (سعير) المذكورة في البشارة، فانصرف ذهنهم إلى (سعير) التي هي أدوم موطن بني عيسو جنوب البحر الميت. أقول: أخطئوا، لأن (سعير) في هذه النبوءة هي (جبل سعير) الموجود في أرض يهوذا (يشوع 15: 10)كما بينا العديد ممن أكد على موقع سعير وبيناه مفصلا ولا داعي للتفصيل مرة أخرى
وجبل سعير هذا بحسب قاموس الكتاب المقدس هو النطاق الجبلي الذي تقع فيه قرية ساريس غرب القـُدس. يقول عن جبل سعير:
جبل في أرض يهوذا (يشوع 15: 10) بين قرية يعاريم وبيت شمس, وربما كان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية ساريس إلى الجنوب الغربي من قرية يعاريم وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثار الغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم  وهو نفس ما تقوله دائرة المعارف اليهودية أيضاً 
وعلى الرغم من وقوع ساريس في هذا النطاق الجبلي، إلا أنها اشتهرت بزراعة التين والزيتون وغيرها من الأشجار 
وإذا كان علماء الكتاب المقدس يرجحون أن يكون جبل سعير هو ساريس، فيمكننا النظر إلى سعير القائمة شمال الخليل، وهي تقع في نطاق أرض حبرون التاريخية:
وكانت جبال الخليل إلى الآن
تُدعى جبال اليهودية Judean Mountains نسبة إلى بلاد اليهودية التي تقع في نطاقها .
وتشتهر سعير بزراعة التين والزيتون والعنب والعديد من الأشجار .
وقد كانت براري اليهودية في ذلك النطاق هي مكان اعتزال المسيح أربعين يوماً بعد رجوعه من عند يوحنا المعمدان الذي هو يحيى بن زكريا، حيث نزلت عليه الرسالة وانطلق يبشر بالإنجيل:
"وللوقتِ أخرجه الروح إلى البرّية، وكان هناك في البرّية أربعين يوماً يُجرّب من الشيطان. وكان مع الوحوش، وصارت الملائكة تخدمه. وبعدما أُسلِم يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يبشّر بإنجيل الله، ويقول: قد كمل الزمان واقتربت مملكة الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس 1: 12-14).
فبعد أن رجع المسيح من البرّية التي قضى بها أربعين يوماً كتلك التي قضاها موسى في جبل سيناء، بدأ يبشّر بالإنجيل الذي أنزله الله عليه. ففي النص اليوناني السكندري:
τo ευαγγέλιον του̃ θεου 
تو إوَنجيليون تو ثيو (إنجيل الله).
وهي القراءة التي اعتمدتها:
- النسخة اليونانية 
Nestle-Aland NOVUM TESTAMENTUM
التي اعتمدتها الموسوعة
المسيحية العربية الإلكترونية.
- وفي ترجمة كتاب الحياة: "يبشر بإنجيل الله".
- وفي الترجمة البولسية: "يكرز بإنجيل الله".

 الإشراق من سعير
تنبأ إشعياء بالرسالة الإلهية في سعير كما تنبأ بالهجرة والرسالة في بلاد العرب التي سبق وبشّر بهما موسى، فقال إشعياء: "وحي من جهة أرض السكوت: صرخ إليّ صارخ من سعير: يا حارس، ما مِن الليل؟ يا حارس، مِن الليل؟ قال الحارسُ: أتى صباح، وأيضاً ليل. إن كنتم تطلبون، فاطلبوا. ارجعوا! تعالوا!" (إش 21: 11-12).

وعبارة (أرض السكوت) في النص العبري דּוּמָה دُومَة، وهي التي اعتبرها المفسرون (أدوم)! وهذا غلط، فأدوم لم تُذكَر إطلاقاً في الكتاب المقدس باسم دومة! وعلى فرض أن كلمة (دومة) هي اسم علَم، فهي أيضاً ليس لها علاقة بأدوم، بل هي اسم أحد أبناء إسماعيل 
(تك 25: 14)!

حينئذ فاعلم أن دومة هنا ليست اسمَ بلد، وإنما تعني (أرض السكوت) كما وردت بهذا المعنى عينه في (مزامير 94: 17؛ 115: 17)، وأطلقها إشعياء هنا مجازاً على أرض يهوذا التي غرقت في ظلمات الخطايا. وللحارس المذكور في هذه النبوءة سر خفيّ، قد أذكره في موضوع مستقل إن أحياني الله وإياكم.

والصباح المقصود في نبوءة إشعياء هو ظهور السيد المسيح الذي يبزغ في ظلام اليهود، ثم يعود اليهود من بعده ليزدادوا ظلمة على ظلمتهم. من أين جئنا بهذا الكلام؟

إنه كلام المسيح نفسه! فهكذا صرّح عندما جاء عليه السلام، فقال: "ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل، حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دُمتُ في العالم، فأنا نور العالم" (يو 9: 4-5). ولمّا شارفت حياته بينهم على الانقضاء، قال لهم: "النور معكم زماناً قليلاً بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" (يو 12: 35).

فاتضح أن نور الصباح المقصود به هو ظهور المسيح بالإنجيل مصداقاً لبشارة موسى بإشراق الرب من سعير لبني إسرائيل، ويظل بني إسرائيل من بعده في ظلمات الليل في انتظار تلألؤ الرب من جبل فاران. ولكن أين جبل فاران هذا؟
وحي من جهة أرض السكوت: صرخ إليّ صارخ من سعير: يا حارس، ما مِن الليل؟ يا حارس، مِن الليل؟ قال الحارسُ: أتى صباح، وأيضاً ليل. إن كنتم تطلبون، فاطلبوا. ارجعوا! تعالوا!" (إش 21: 11-12).
وأيضاً تنبأ اشعياء عن هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في إش 21 
الرابط:
https://sgjfsgh.blogspot.com/2020/04/blog-post_30.html?m=1 شريعة فاران المحمدية

لا خلاف على أن فاران هي سُكنى إسماعيل باعتراف التوراة: "وسكن في برية فاران" (تك 21: 21). ويبقى التخبّط والتعارض والمغالطة هي سبيل علماء الكتاب المقدس في تحديد موقع فاران هذه! فتراها على بعض الخرائط التي يضعونها في موضع غير الذي تضعها فيه خرائط أخرى؟ فما سرّ هذه التخبطات؟

السبب هو أنهم ظنوا فاران اسم بلد معين في جنوب فلسطين، ولم يُدركوا أن فاران هو اسم أطلقه عرب الشمال على البرّية الشاسعة الممتدة من العَقـَبة حتى مشارف اليمن بطول البحر الأحمر، وهي التي أطلق عليها العرب المتأخرون فيما بعد اسم "الحجاز" وتضمّ سلسلة جبال السراة الشهيرة. والعرب البائدة أطلقت على الحجاز (فاران) على اسم أحد زعماء العرب العماليق، وهو المسمى فاران بن عمرو بن عمليق بن لود بن سام بن نوح (تاريخ الطبري 1/76).

وكانوا يقطنون شمال الحجاز في منطقة العَقبة، وهي التي كانت تسمّى (أيلة)، وعُرفت في زمان سيدنا إبراهيم بـ (إيل فاران) (تك 14: 6)، نسبة إلى ذلك الزعيم العماليقي. وقصة العماليق معروفة في كتب التراث العربي وأنهم كانوا أسياد الحجاز شماله وجنوبه.

والسؤال هنا: هل فاران في سيناء أم أدوم؟ والجواب: لا في هذه ولا تلك! ولسنا نحن مَن نقول ذلك، بل يوسبيوس القيصري العالِم المسيحي، فقد نصَّ على أن (فاران) تقع في الصحراء العربية جنوباً إلى الشرق من أيلة:



Encyclopaedia Biblica, (Paran), p. 3584



the desert of the Saracens called Pharan


ماذا كان يقصد يوسبيوس بـ Saracens ؟ إنهم أولئك البدو الصحراويون الذين يقطنون إلى الشرق من خليج العقبة، ويقعون جنوب بلاد الحِجْر التي أسماها الرومان Arabia Petraea أي بلاد العرب الصخرية أي دولة الأنباط التي عاصمتها البتراء. هؤلاء
ال Ishmaelites Saracens
 هم العرب الإسماعيليون  الذين جاءوا من نسل إسماعيل عبر ابنه قيدار 
هل يُعقل أن تكون فاران هذه في سيناء أو أدوم؟! وهل سكن إسماعيل وقيدار ابنه في سيناء أو أدوم؟! بل الحق أنهم كانوا حجازيين يقطنون بلاد الحجاز بطولها من الشمال إلى الجنوب. تقول الموسوعة الحرة:

These Saracens located in the Northern Hejaz appear as people with a certain military ability and opponents of the Roman Empire who are characterized by the Romans as barbaroi (*)


كان هؤلاء الـ Saracens الواقعون في الحجاز الشمالي يظهر أنهم قوم ذوو مقدرة قتالية ومقاومون للإمبراطورية الرومانية التي وصفتهم بأنهم وحشيون. 
هل لا زال هناك لبس في كلام يوسبيوس؟ إنه يصرخ قائلاً: فاران ليست سينائية ولا أدومية، بل هي ضمن صحراء البدو الحجازيين! والحجاز يبدأ من شرق العقبة وليس غربه أو شماله.
ويؤكد يوسبيوس ذلك بقوله إن مدين تقع في نطاق صحراء الحجاز شأنها شأن فاران:

Located beyond Arabia to the south in the desert of the Saracens, to the east of the Red Sea 


تقع بعد بلاد العرب [الصخرية] جنوباً في صحراء 
الـ Saracens إلى الشرق من البحر الأحمر. 

من هنا نجد ياقوت الحموي في معجم البلدان يذكر أن فاران هي الحجاز بوجه عام، وإذا خُصِّص صار خاصاً بمكة: "فاران كلمة عبرانية معرّبة، وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة. وقيل اسم لجبال مكة. قال ابن ماكولا: .. الفارانيّ .. نسبته إلى جبال فاران وهي جبال الحجاز". (معجم البلدان 4/225).

ماذا يقول الربانيون اليهود عن فاران

مرّ علينا ما يقوله ترجوم يوناثان الآرامي: "تلألأ ببهاء المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل"، ومعلوم أين يسكن بنو إسماعيل. ولذلك يقول مدراش تنحوما بكل صراحة ووضوح (تثنية، وزوت هبركة 4):

הופיע מהר פארן, אלו בני ישמעאל, שנאמר, וישב במדבר פארן (בר' כא כא). וכתיב, עמד וימודד ארץ וגו' (חבקוק ג ו) (*).

"تلألأ من جبل فاران"، هؤلاء هم بنو إسماعيل لأنه قيل: "وسكن في برية فاران" (تك 21: 21)، ولأنه مكتوب: "وقف وقاس الأرض الخ" (حبقوق 3: 6). 

وهذا القول هو المعتَمَد لدى الربانيين في التلمود البابلي سفر عبوده زاره 2
ويقول الربي راشي في تفسيره: "لماذا جاء الله من فاران؟ لأنه ذهب هناك وعرَض على بني إسماعيل، الذين هم سكنوا فاران، أن يقبلوا التوراة، ولكنهم أيضاً لم يقبلوها" 

ويؤخذ من قول الربانيين أمران أساسيان:
أن التجلّيات الإلهية إنما هي مرتبطة بإعطاء الشريعة.
أن جبل فاران خاص بالعرب الإسماعيليين.

ولكن هل عرض الله التوراة على العرب!! هذا تأويل بعيد تعسّف فيه الربانيون هروباً من الإقرار بأن إعطاء الشريعة لبني إسماعيل سيكون حدثاً مستقبلياً، وهو المنصوص عليه صراحةً في حبقوق كما ذكروا أيضاً. وهذه الإشارة منهم إلى حبقوق هي إشارة خطيرة كما سنعرف إن شاء الله
تخبطات العلماء في موقع فاران .. مهزلة!
ولكن عذرهم معهم .. فقد سبقهم إلى هذا التخبط مؤلفو العهد القديم! فكاتب سفر العدد جعل فاران في شبه جزيرة سيناء بعد حضيروت: "وارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا في برية فاران" (عد 12: 16)، أما كاتب سفر التثنية فجعلها بقدرة قادر في شرق الأردن: "هذا هو الكلام الذي كلّم به موسى جميع بني إسرائيل في عبر الأردن في البرية، في العربة قبالة سوف، بين فاران وتوفل ولابان وحضيروت وذي ذهب" (تث 1: 1)! هذا التخبط الفاحش بين العدد والتثنية دفع آدم كلارك المفسّر المسيحي إلى الصراخ:

This could not have been the Paran which was contiguous to the Red Sea, and not far from Mount Horeb; for the place here mentioned lay on the very borders of the promised land, at a vast distance from the former (*)


هذه لا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر، والتي لا تبعد شيئاً عن جبل حوريب. ذلك أن الموضع المذكور هنا يقع على حدود أرض الميعاد، على بعد شاسع من الموضع سابق الذكر. 

تخبُط كُتّاب التوراة مع بعضهم البعض في كفة، وبراءة الاختراع التي صكّها كاتب سفر صموئيل في كفةٍ أخرى
 فقد جعل فاران في قلب بلاد اليهودية: "وقام داود ونزل إلى برية فاران. وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل .. واسم الرجل نابال، واسم امرأته أبيجايل .. فسمع داود في البرية .. ولما رأت أبيجايل داود .. وأرسل داود وتكلّم مع أبيجايل ليتخذها له امرأة .. ثم أخذ داود أخينوعم من يزرعيل، فكانتا له كلتاهما امرأتين" (1صم 25). فجميع هذه الأماكن في أرض يهوذا (يشوع 15: 55-56)، فما الذي أتى بفاران هنا؟!

فما كان من بعض النقاد - هروباً من هذا المأزق - إلا القول بأن كلمة (فاران) هنا محرّفة عن (معون) الواردة في نفس النص:




Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583


فما أشبه فاران لديهم بمدينة إرم في الأساطير العربية، فهي مدينة تدور في جميع أرجاء المعمورة! من أجل كل هذه التضاربات لم تجد دائرة المعارف الكتابية بداً من رفع الراية البيضاء والتصريح بكل أسى:



Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583


ليس من السهل فهم جميع فقرات العهد القديم المتعلقة بفاران. 

النتيجة: كاتب سفر العدد، وكاتب سفر التثنية، وكاتب سفر صموئيل يجهلون موقع فاران الحقيقي!! فعلى أي شيء يستند أهل الكتاب في الرد على قول المسلمين الصحيح أن فاران هي الحجاز التي سكنها إسماعيل، مع أن هذا هو الأصل كما في سفر التكوين وأقوال الربانيين!!
من الخدع السحرية التي يموّه بها علماء الكتاب المقدس على أتباعهم هو أن موسى لم يكن يتنبأ بالمستقبل، بل كان يتحدث عن الماضي! فيقولون إن التجلّي الإلهي على جبل سيناء، انعكس على جبل سعير، ثم انعكس على جبل فاران! وكأنه لا يوجد في هذه المنطقة إلا هذه الجبال فقط!! وما الحكمة من الاقتصار على هذه الجبال دون التطرق إلى جبل صهيون مثلاً أو جبل الزيتون لو كان ذلك كذلك!

ونكتفي في الإشارة إلى هذا التفسير بإيراد ما ذكره أنطونيوس فكري في تفسيره: "(جاء الرب من سيناء) يقصد بمجيئه تجلى مجده وظهوره الإلهى فى سيناء عند إعطاء الشريعة المقدسة لشعبه. (وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران) إن مجد الرب الذى تجلى على جبل سيناء بنار ورعود وبروق وأضواء لامعة باهرة، لم يقتصر ظهوره على جبل سيناء، بل إنعكست أضواؤه البهية على الجبال القريبة والبعيدة:
- جبل سعير: على الجانب الشرقى للعربة شمال شرق سيناء ومن رؤوس جبال سعير جبل هور. وقد إحتل الأدوميون (بنو عيسو) أرض سعير الجبلية (تك3:32).
- وجبل فاران: هذا يقع فى جنوب فلسطين، وكان يسكنها الإسماعيلين.
وتلألؤ مجد الرب على سيناء فى إعطاء شريعته على الجبال الأخرى كان علامة على أن شريعة الرب فيها الضياء والهداية ليس لليهود وحدهم بل لجميع الشعوب التى ستقبل كلمة الرب يوماً ما ولاحظ التسلسل:

سيناء ... حيث إسرائيل (أى نسل يعقوب )
سعير .... حيث أدوم (أخو يعقوب)
ثم فاران ... حيث إسمعيل (عم يعقوب)
ومن القصص المسلية فى التفاسير اليهودية لهذه الآية: أن الله ذهب بشريعته إلى جبل سعير أولاً، فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تقتل. فذهب الله بشريعته إلى جبل فاران، فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تسرق. فذهب بها إلى اليهود فى جبل سيناء فقبلوها.
ولكن المعنى هو إنتشار كلمة الله تدريجياً كما قال المسيح لتلاميذه أن يبدأوا بأورشليم أولاً ثم اليهودية ثم السامرة ثم إلى كل الأرض. ولاحظ أن كلمة الله وشريعة الله هى نار ونور يتلألأ ويمتد نوره. والمنظر الرائع هنا أن النور يبدأ بظهوره على قمة أحد الجبال، ثم يسقط على قمة أخرى، فقمة ثالثة. والقمم هى الكنائس (!) التى تقبل المسيح". 
وبعيداً عن هذا التصوّر العجيب، ينبغي أن تسأل كلّ مَن يقول هذا: أين ورد في الأسفار الخمسة أن نور الله انعكس على جبل فاران؟ ولا تنتظر إجابة، فإنها معدومة لسبب بسيط جداً .. وهو أن بني إسرائيل في ارتحالاتهم لم يصادفوا أي شيء اسمه (جبل فاران)! كيف هذا؟ نعم .. إنها مفاجاة من نوع صاعق
فالموضع الذي نزل فيه بنو إسرائيل وسمّاه كاتب سفر العدد (فاران)، كان أرضاً جرداء لا جبال فيها! ولستُ أنا مَن يقول ذلك، بل كاتب سفر العدد نفسه: فبعد أن رجع الجواسيس إلى موسى في فاران المزعومة وتكاسل بنو إسرائيل عن دخول الأرض، قال الله لموسى: "في هذا القفر تسقط جثثكم .. فجثثكم أنتم تسقط في هذا القفر" (عد 14: 29، 32). ولكن .. هل القفر ليس به جبال؟ حسناً، أنا أدعوكم إلى مطالعة سفر العدد ابتداءً من الإصحاح 13 وحتى الإصحاح 19 وأتوسّل إلى القارئ الكريم أن يخبرني أين (جبل فاران) الذي تجلّى الله عليه! فإن لم يجد - ولن يجد - فليستعدّ معي إلى الإبحار في بشارة حبقوق التي تتحدث عن (جبل فاران) وموقعه الحقيقي والشريعة المستقبلية التي ستُعطى عليه، وغيرها من المفاجآت.
بشارة حبقوق بجبل فاران


(حبقوق 3)

النص السرياني الفشيطي

ܐܠܗܐ ܡܢ ܬܝܡܢܐ ܐܬܐ ܘܩܕܝܫܐ ܡܢ ܛܘܪܐ ܕܦܪܢ ܐܬܟܣܝܘ ܫܡܝܐ ܡܢ ܙܝܘܗ ܕܡܫܒܚܐ ܘܬܫܒܘܚܬܗ ܐܬܡܠܝܬ ܐܪܥܐ. ܘܙܗܘܪܗ ܐܝܟ ܢܘܗܪܐ ܢܗܘܐ ܒܩܪܝܬܐ ܕܐܝܕܘܗܝ ܢܣܝܡ ܥܘܫܢܗ ܒܠܩܚܐ. ܩܕܡܘܗܝ ܐܙܠ ܡܘܬܐ ܘܢܦܩܐ ܛܝܪܐ ܠܪܓܠܗ. ܩܡ ܘܡܫܚܗ ܠܐܪܥܐ ܚܪ ܘܕܓܠ ܥܡܡܐ ܐܬܒܕܪܘ ܛܘܪܐ ܕܡܢ ܥܠܡ ܘܐܬܡܟܟ ܪܡܬܐ ܕܡܢ ܥܠܡܝܢ ܕܝܠܗ ܐܢܝܢ ܗܠܟܬܐ ܕܡܢܥܠܡ.


التعريب والترجمة الحرفية

ألاها (الله) من (مِن) تيمنا (الجنوب) أتا (أتى)، وقديشا (والقديس) من (مِن) طورا (جبل) دفرن (فاران). اتكسيو (اكتست) شميا (السماوات) من (مِن) زيوه (جلال) دمشـَبَّحا (المحَمَّد)، وتشبوحته (وتسبيحته) اتمليت (ملأت) أرعا (الأرض). وزهوره (وبريقه) إيك (مثل) نوهرا (النور) نهوا (يكون)، بقريثا (بقرنَي) دإيدوهي (يديه) نسيم (يضع) عوشنه (قوته) بلقحا (؟). قدموهي (قدامه) أزل (ذهب) موتا (الموت)، ونفقا (وخرج) طيرا (الوباء) لرجله (عند رجله). قم (قام) ومسحه (ومسَح) لأرعا (الأرض)، حر (نظر) ودجل (ورجف) عمما (الشعوب). اتبدرو (اندكّت) طورا (الجبال) دمن (التي مِن) علم (الأبد)، واتمكك (وانخسفت) رمثا (الهضاب) دمن (التي مِن) علمين (الأزل) ديله (فلَه) أنين (هُنّ) هلكثا (المسالك) دمن (التي مِن) علم (الأبد). 
النص العبري

אֱלוֹהַּ מִתֵּימָן יָבוֹא, וְקָדוֹשׁ מֵהַר-פָּארָן סֶלָה; כִּסָּה שָׁמַיִם הוֹדוֹ, וּתְהִלָּתוֹ מָלְאָה הָאָרֶץ. וְנגַהּ כָּאוֹר תִּהְיֶה קַרְנַיִם מִיָּדוֹ לוֹ; וְשָׁם, חֶבְיוֹן עֻזּה. לְפָנָיו, יֵלֶךְ דָּבֶר; וְיֵצֵא רֶשֶׁף, לְרַגְלָיו. עָמַד וַיְמדֶד אֶרֶץ, רָאָה וַיַּתֵּר גּוֹיִם, וַיִּתְפּצְצוּ הַרְרֵי-עַד, שַׁחוּ גִּבְעוֹת עוֹלָם; הֲלִיכוֹת עוֹלָם, לוֹ


التعريب والترجمة الحرفية

إلوه (الله) مِتِيمَن (من الجنوب) يبوء (يأتي)، وقدوش (والقدّوس) مِهَر (من جبل) فآرَن (فاران) سلاه (فاصلة) كِسَّه (كسى) شـَمَيم (السماواتِ) هُودو (حَمْدُه)، وتهِلَّتو (وتسبيحتُه) مَلأه (ملأت) هَأرص (الأرض). ونـُجَه (وبريق) كـَؤور (كالنور) تِهْيه (يكون)، قرنَيم (شعاعان) مِيَدو (من يده) لُو (له)، وشـَم (وهناك) خبْيون (خفاء) عُزّو (قوّته). لفـَنـَيو (أمامه) يلك (يذهب) دَبر (الوباء)، ويصئ (ويخرج) رشِف (الطاعون) لرجليو (عند رجليه). عَمَد (وقف) ويمُدد (ويقيس) أرص (الأرض)، رآه (رأى) ويَتِر (ويُرجِف) جُويم (الأمم). ويتفـُصُّو (وتندكّ) هَرّي (الجبال) عَد (العتيقة) شحو (انخسفت) جبعوت (الهضاب) عولم (الأبدية) هليكوت (المسالك) عولم (الأبدية) لو (له). 


النص اليوناني

ο θεὸς εκ Θαιμαν ηξει καὶ ο αγιος εξ ορους κατασκίου δασέος διάψαλμα εκάλυψεν ουρανοὺς η αρετὴ αυτου̃ καὶ αινέσεως αυτου̃ πλήρης η γη̃. καὶ φέγγος αυτου̃ ως φω̃ς εσται κέρατα εν χερσὶν αυτου̃ καὶ εθετο αγάπησιν κραταιὰν ισχύος αυτου̃. πρὸ προσώπου αυτου̃ πορεύσεται λόγος καὶ εξελεύσεται εν πεδίλοις οι πόδες αυτου̃. εστη καὶ εσαλεύθη η γη̃ επέβλεψεν καὶ διετάκη εθνη διεθρύβη τὰ ορη βία ετάκησαν βουνοὶ αιώνιοι


الترجمة الحرفية

الله من تيمان سيأتي، والقدوس من جبل فاران الظليل. فاصلة. غطّى السماواتِ جلالُه، وتسبيحُه ملأ الأرض. وبريقه كالنور سيكون، والقرون في يديه، ووضع محبّةً شديدة بقدرته. أمام وجهه ستذهب الكلمة، وستخرج إلى العراء. عند رجليه وقفت وارتجّت الأرض، نظر وأذاب الأمم. تحطمت الجبال بالقوة، وانخسفت التلال الأبدية، مسالكه الأبدية. 




نص الفولجاتا اللاتيني

Deus ab austro veniet et Sanctus de monte Pharan semper operuit caelos gloria eius et laudis eius plena est terra. splendor eius ut lux erit cornua in manibus eius ibi abscondita est fortitudo eius. ante faciem eius ibit mors et egredietur diabolus ante pedes eius


الترجمة الحرفية

الله من الجنوب سيأتي، والقدوس من جبل فاران. غطَّى السماواتِ مجدُه، وحمدُه ملأ الأرض. بريقه مثل النور سيكون، قرونٌ تكون في يديه حيث تكمُن قوته. أمام وجهه سيذهب الموت، وسيخرج إبليس أمام رجليه. اهـ


ترجوم يوناثان الآرامي

בְמִיתַן אוֹרָיתָא לְעַמֵיה אֲלָהָא מִדָרוֹמָא אִתגְלִי וְקַדִישָא מִטוּרָא דְפָארָן בִגבוּרַת עָלְמִין אִתחֲפִיאוּ שְמַיָא זִיו יְקָרֵיה וְאָמְרֵי תוּשבַחתֵיה מַליָא אַרעָא

التعريب والترجمة الحرفية

بمِثن (بإعطاء) أورَيثا (الشريعة) لعَمِيه (لشعبه) ألـَها (الله) مِدَروما (من الجنوب) اتجلي (تجلَّى) وقديشا (والقديس) مِطورا (من جبل) دفآرَن (فاران) بجبورت (بجبروت) عَلمين (أبدي) اتحفيئو (تغطّت) شمَيا (السماء) زيو (ببهاء) يقريه (مجده)، وأمري (وأقوال) توشبحتيه (تسبيحته) مليا (ملأت) أرعا (الأرض). 

النص السرياني الفشيطي
التعريب والترجمة الحرفية

.... قدموهي (قدامه) أزل (ذهب) موتا (الموت)، ونفقا (وخرج) طيرا (الوباء) لرجله (عند رجله).

نص الفولجاتا اللاتيني
الترجمة الحرفية

.... أمام وجهه سيذهب الموت..... 
وذلك أنَّ في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :

(( لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة وعك أبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبح في أهله * والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل
وقال اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة ) .
قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله قالت فكان بطحان يجري نجلا تعني ماء آجنا )).
ولفظ مسلم :
(( قدمنا المدينة وهي وبيئة فاشتكى أبو بكر واشتكى بلال فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم شكوى أصحابه قال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة )).
وأخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة فتأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة )) وهي الجحفة .
فهذا الوباء الفاتك وهو (الملاريا) كان بالمدينة أشد من غيرها من القرى فخرج من تحت رجلي النبي صلى الله عليه وسلم آية من آيات نبوته ,, ولذلك ذكر البيهقي الحديث في دلائل النبوة ..والله أعلم 
إخبار بالماضي أم نبوءة عن المستقبل؟

الفعل العبري יָבוֹא (يبوء) في زمن المضارع الدال على المستقبل، ولك أن تقارنه بصيغة الماضي الواردة في بشارة موسى בא (باء). ومع ذلك ترجموا (يبوء) إلى (جاء)، ولم يلتزم بالزمن الأصلي إلا السبعينية والفولجاتا. وليس هذا الفعل وحده هو الذي يدلنا على المستقبل، بل أفعال (يكون) و (يذهب) و (يخرج) الخ. ولا يُعقل أن يتحدث حبقوق عن ارتحالات بني إسرائيل بصيغة المستقبل!

ومع ذلك، فصيغة الماضي أيضاً دالة على المستقبل، فهي تأتي هكذا في اللغة النبوآتية، كما في سِفر حزقيال: "وأنتَ يا ابن آدم، تنبأ على جوج وقل: هكذا قال السيد الرب: هأنذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال، وأردُّك وأقودك وأصعدك من أقاصي الشمال، وآتي بك على جبال إسرائيل .. ها هو قد أتى وصار، يقول السيد الرب، هذا هو اليوم الذي تكلمتُ عنه. ويخرج سُكان مدن إسرائيل .. الخ" (حز 39). كما أن كثيراً من النبوءات التي يطبّقها المسيحيون على المسيح وردت في نصوصها بصيغة الماضي! فهذه هي اللغة النبوآتية، ولا وجه للاعتراض هنا.

يقول جيروم في تعليقاته على حبقوق:

God will come from the south, etc. . .God himself will come to give us his law, and to conduct us into the true land of promise: as heretofore he came from the South (in the Hebrew Theman) and from mount Pharan to give his law to his people in the desert. See Deut. 33.2 (*)


الله سيأتي من الجنوب .. الخ: الله نفسه سيأتي ليعطينا شريعته، وليقودنا إلى أرض الميعاد الحقيقية، كما سبق وجاء من الجنوب (بالعبرية تيمان) ومن جبل فاران ليعطي شريعته لشعبه في البرية، انظر تثنية 33: 2. 

فجيروم ينصّ على أن هذا المجيء المستقبلي سيكون لإعطاء الشريعة لشعب الله، كما أعطاها لشعبه قديماً. وأن هذا المجيء المستقبلي من فاران سيكون على غرار المجيء القديم أيضاً!

من تيمان .. أم من الجنوب؟

فهمت السبعينية كلمة (قدش) في بشارة التثنية على أنها اسم بلد، فترجمتها إلى (قادش). فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ، وترجمها إلى (قديسين). نفس الموقف حصل هنا، إذ فهمت السبعينية كلمة (تيمان) على أنها اسم بلد، فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ وترجمها إلى (الجنوب). وكما رأينا، فالفشيطتا السريانية والترجوم الآرامي كلاهما ترجما الكلمة إلى (جنوب).

هذه العبارة العبرية מִתֵּימָן (مِتيمن) وردت في (يشوع 12: 3)، وترجمها فاندايك إلى: "من التيمن"، بينما هي في الترجمة الكاثوليكية: "من الجنوب"، وفي الترجمة المشتركة: "جنوباً"، وهكذا في الترجمات الإنجليزية. نفس الشيء في (يش 13: 4). وجاءت תֵּימָן (تيمان) بمعنى الجنوب (إش 43: 6؛ زك 6: 6، 9: 14؛ مز 78: 29؛ أيوب 39: 26؛ نشيد 4: 16).

هل عرفتم لمَ جاء جبل فاران مقروناً بكلمة (تيمن)، ليُعرف أن جبل فاران إنما يقع في الحجاز الجنوبي حيث تخوم اليمن، فهكذا تـُعرف اليمن لدى اليهود باسم תימן (تيمان). وقد تحدث المسيح عن ملكة اليمن التي جاءت لسليمان (متى 12: 42)، وهي في الفشيطتا السريانية: "ܡܠܟܬܐ ܕܬܝܡܢܐ" (ملكتا دتيمنا)، وفي ترجمة ديلطش العبرية: "מַלְכַּת תֵּימָן" (ملكة تيمن)، وترجمها فاندايك إلى: "ملكة التيمن"!
حبقوق والتلألؤ من جبل فاران

عبّر حبقوق عن التلألؤ المذكور في بشارة موسى، فقال هنا: "وبريقٌ كالنور يكون". وهذا المجيء الإلهي مخصوص بإعطاء الشريعة كما صرّح جيروم، وكما صرّح يوناثان في ترجومه بقوله: "بإعطاء الشريعة لشعبه، الله من الجنوب تجلّى والقديس من جبل فاران". والمعنيّون بجبل فاران هم بنو إسماعيل وحدهم كما صرّح الربانيون. هذا الجبل مقدّس، لأن تسبيحة الله منه ملأت الأرض.

والأوصاف التي يسردها حبقوق في نبوءته لا تنطبق إلا على شريعة فاران الخاتمة: فقوله "دُكَّت الجبال الدهرية، وخسفت آكام القِدَم" فيه إشارة إلى أن جبل فاران أزال كل الجبال التي سبقته، وهو الأمر الذي ينصّ فيه على أن هذه الشريعة الخاتمة ستنسخ كل الشرائع التي سبقتها، وهي تدوم إلى الأبد.

النتيجة: لم يُذكَر (جبل فاران) في العهد القديم إلا في موضعين اثنين فقط: الأول في البركة التي نطق بها موسى قبل موته، والثاني في صلاة حبقوق التي وجّهت الأنظار إلى الموقع الحقيقي لهذا الجبل، وأنه في الحجاز الجنوبي.

في الفقرة التالية سنعرف مفاجأة أخرى .. وهي أن المسيح كان ينتظر المجيء الإلهي من فاران!
ودُكت الجبال الدهرية وخسفت آكام القدم "
لو نرجع لنص إشعياء الاصحاح 52 العدد 7 وهو مترجم بالعربية ل :
ما أجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون: «قد ملك إلهك!». ترجمة : الفانديك
هذا النص إقتبسه كاتب مخطوطة 11Q13 من مخطوطات قمران الشهيرة بإسم 11QMelch
وذلك في العمود التاني من الرقع " 1,2i,3i,4 " وهي تبشر بشخص قادم آخر الزمان سأكتب تفصيلاتها كلها في كتابي إن شاء الله لكن سأنقل هنا ما يخدم الموضوع
أتركك مع النص العبري في الصورة وسأترجمه :
إرشادات الترجمة :
الكلمات الغير موجودة في المخطوطة وعوض عنها مُسترجِع نصوص المخطوطة قمت بوضعها في أقواس <> والكلمات التي استرجعها المُسترجِع بتعسف وليس لها شواهد في نصوص المخطوطة لم أكتبها ووضعت مكانها نقاط ............
الترجمة شبه حرفية :
15- هذا هو يوم ا<لسلام ا>لذي قال < بيد إشع>ياء النبي الذي قال <ما> أجمل
16- على جبالٍ رجل<ي> المبش<رِ الم>خبرُ سلاماً المب<شرُ خيراً المخبرُ خلاص>اً <الق>ائل لصهيون <مَلَكَ> إلهُك
17- فسروا "الجبال <هم> الأنبيا<ء> هم أ< >
18 - والمبشر ه<و> الممسوح بالروح كالذي قاله دان<يال ...................>
19 - خيراً المخب<ر خلاصاً > هو الذي مكتوب عنه <
20 -لأعز<ي> ال <...............> ل <ي>علمهم في كل أزمنة الع<الم .>
21- بالحق لم< >م أ< >
الترجمة النهائية :
15-هذا هو يوم السلام الذي قال ..... بيد إشعيا النبي الذي قال ما أجمل
16 - على الجبال رجلي المبشر المخبر بالسلام والمبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك إلهك
 ( اشعيا 52 : 7 )
17- تفسيرهم " الجبال هم الأنبياء هم ............
18 - والمبشر هو الممسوح بالروح كما قال عنه دانيال "......................."
19- بالخير المخبر بالخلاص هو المكتوب عنه " ..............."
20- لأعزي ( ربما إشعياء 61 الأعداد الأولى منه ) ليُعلِّمَهُم في كل فترات "زمنية" العالم ( أو بكل أزمنة العالم أي يُعَلِّمَهُم ما سيكون في المستقبل )
21- بالحقِ ..........

ما أردت الإشاره إليه هو إقتباس كاتب المخطوطة التي جاءت تتكلم عن شخص سيأتي حيث اقتبس نص إشعياء و أشار إلى أن " التفسير المعروف للجبال بذكره كلمة פשרו بمعنى " فسروا وهي تعبير يشير إلى التفسير المنتشر المعروف " حيث أشار إلى أن الجبال هي الأنبياء وأن هذا النبي واقف على الجبال بقدميه أي " خاتم الأنبياء "
المخطوطة كلها رائعة لكن أنا أخذت منها جزء بسيط قد يضيف إلى تفسير كلمة جبال في حبقوق
...
انتظار مجيء قديسي فاران
تنبأ به أخنوخ من قبل!


هذا المجيء الإلهي من جبل فاران مع ربوات القديسين لم يكن موسى هو أول مَن تنبأ به، بل سبقه أيضاً أخنوخ. ففي سِفر أخنوخ نجد نصاً يخبر بهذا الحدث المستقبلي بما يتناغم مع بركة موسى وصلاة حبقوق.

يقول أخنوخ (1: 9):

"هُو ذا يأتي مع رِبْوات قدّيسيه، ليُجري دينونة على الجميع، ويسحق كل الفجار".

ويعلّق العالم 
ر. ه تشارلز في الهامش على هذا النص، رابطاً بينه وبين نص بركة موسى في سفر التثنية:



The Apocrypha and Pseudipigrapha of the Old Testament, vol. 2, p. 189


والقديسون تُطلق على الملائكة وعلى البشر، فهناك مَن ذهب إلى أن القديسين هنا هم العباد الصالحون، وهناك مَن ذهب إلى أنهم الملائكة، مثلما فعل أصحاب السبعينية وترجوم يوناثان فذكروا كلمة (ملائكة) في ترجمتهم. مع ملاحظة أن الملائكة في العبرية واليونانية أيضاً تعني (رسُل)، وهي مشتركة بين البشر والكائنات السماوية.

هذا الفهم بأن التجلّي الإلهي المستقبلي يكون مصحوباً بالملائكة كان سائداً بين اليهود لمّا جاء السيد المسيح. ولأنهم كانوا ينتظرون المبعوث الإلهي الذي يحارب ويقاتل أعداء الله، وهو (ابن الإنسان)، بشّرهم المسيح به أيضاً وأنه يأتي من بعده.

المسيح تنبأ به أيضاً

رأينا أن حبقوق وصف التجلّي الإلهي من جبل فاران وصفاً قوياً، مشيراً إلى أن هذا المجيء سيكون نقطة تحوّل في مسيرة الرسالات الإلهية: فتندكّ الجبال وتنشق الأرض وتخوض الخيول البحار في محاربة الأمم الفاجرة، وهو نفس ما سبق وأخبر به أخنوخ.

مثل هذه المواصفات طبّقها اليهود أيضاً على ابن الإنسان الذي يؤسس مملكة الله التي تنبأ بها دانيآل، وهي المملكة التي ستحارب الروم وتقضي على إمبراطوريتهم. هذا اللقب (ابن الإنسان) وظّفه مؤلفو الأناجيل بشكل خاطئ مع المسيح، ولهذا الموضوع تفصيل ليس هذا مكانه.

فلنترك المسيح نفسه يتحدث عن مجيء ابن الإنسان من بعده:

"فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (متى 16: 27).

"ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسيّ مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميّز بعضها عن بعض كما يميّز الراعي الخراف عن الجداء" (متى 25: 31-32).

وحتى لا يقول قائل: إن المسيح كان يتحدث عن نفسه، نجد المسيح يعلنها صراحة: أنا شيء، وابن الإنسان المستقبلي شيء آخر:

"لأنّ مَن استحَى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ، فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين" (مرقس 8: 38).

المسيح يتحدث عن نفسه فيقول (بي)، لكنه يتحدث عن ابن الإنسان فيقول (متى جاء)! نحن هنا أمام شخصين متمايزين وليس شخصاً واحداً: المسيح، وابن الإنسان الذي سيأتي
وهو نفسه البارقليط روح الحق فقد تحدث عنه بنفس الصيغة تماماً 
في انجيل يوحنا الأعداد المشهورة
8ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة.9 أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي.10 وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً.
11 وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين 12 إن لي أمورا كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن.13 وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية......
وقد شرحت هذه البشارة في مقالةٍ أخرى
الرابط :
https://sgjfsgh.blogspot.com/2019/12/blog-post.html?m=1
وطبعاً لا يملك المسيحيون إلا أن يقولوا: لقد كان يتحدث عن نفسه في المجيء الثاني!! ولو كان ذلك كذلك، فهل سيأتي المسيح في مجيئه الثاني باعتبار لاهوته الخالص، أم سيبحث له عن ناسوت جديد يتجسد فيه غير الناسوت القديم الذي مات؟ وأرجو القارئ المسيحي ألا يتعجل في الإجابة. وقبل أن يبحث عن هذه النقطة، ليقرأ ما قاله القس عبد المسيح بسيط حول هذه النقطة:

"جاء السيد في مجيئه الأول في صورة إنسان وديع ومتواضع، ولكن في مجيئه الثاني سيأتي في مجد وعظمة تليق به .. سيأتي في مجده الذي كان له قبل تكوين وخلق العالم ومجد أبيه أيضاً". اهـ
(المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟ ط2، 1999، ص 15-16).

ولكي نفهم معنى أن المسيح سيأتي بمجده الذي كان عليه "قبل تكوين وخلق العالم"، ينبغي أن نعلم أن قبل تكوين وخلق العالم لم يكن هناك شيء اسمه ناسوت!
(هل تجسّد الله؟ خدام الرب، شتوتجارت 1987، ص 56).
وهذا هو الذي يقوله البابا شنودة:
(لاهوت المسيح، ط9، 2003، ص9).
فوفقاً للعقيدة المسيحية: المسيح كان لاهوتاً خالصاً على صورة الله، ثم قام بالتجسد من مريم آخذاً صورة إنسان: "الذي إذ كان في صورة الله .. وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان" (في 2: 6-8).
إذن فما يقوله القس عبد المسيح بسيط .. بسيط: المسيح في مجيئه الثاني سيأتي في صورة الله لا في صورة إنسان.
ماذا الذي نخرج به من هذه النقاط إذن؟ إن المسيح عندما كان يتحدث عن ابن الإنسان لم يكن يتحدث عن نفسه بل عن ابن الإنسان الملك المذكور في دانيال الذي يؤسس مملكة الله على الأرض.
وطبعاً الاختلافات بين المسيحيين حول الألفية ومُلك المسيح الأرضي معروفة، نظراً لأن مجيئه الأول كما يقولون لم يحقق كل النبوءات، لأنه جاء إنساناً مهاناً ذليلاً وانتهت حياته على الأرض بالقتل! وظلّت مملكة الله التي بشّر بها هو ويوحنا المعمدان من قبله دون تحقق! إذا المقصود هو النبي محمد عليه الصلاة والسلام ولا خيار آخر
بالنسبة لكلمة (ملائكة) فهي تعني رسُلاً كما ذكرنا، وأيضاً تُطلق على الجنود الأتباع: "إبليس وملائكته"
(متى 25: 41)؛ "ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته" (رؤيا 12: 7)؛ "يرسل ابنُ الإنسان ملائكته" (متى 13: 41).
ولك أن تتساءل ..
 هل المسيح هنا يتنبأ عن شيء غير مذكور في التوراة؟ بالطبع لا، بل مذكور ومعلوم.
ولكن: أين ورد في التوراة المجيء الإلهي مع القديسين الملائكة؟ إنه في نص بركة موسى في سفر التثنية. ولكن: من أين جاءت كلمة ملائكة؟ من الترجمة السبعينية للنبوءة.
النتيجة: بشّر المسيح أتباعه بمجيء المبعوث الإلهي (ابن الإنسان) المذكور في دانيال، بمجد وقوة مع القديسين. وقد علمنا أن مجيء ربوات القديسين في التجلّي الإلهي مرتبط بتلألؤ الرب من فاران كما نصّ موسى. فلما جاء المسيح، أوضح أن هذا المجيء لم يكن قد تحقق بعد، بل سيكون مستقبلياً من بعده.

شريعة فاران العالمية
وتحريف المترجمين!

بالرجوع إلى النص العبري، يتضح اتفاق جمهور المترجمين على التحريف المتعمد! فالنص الأصلي يقول: "أيضاً محب الشعوب"، فإذا بهم يجعلونه للمفرد، فيترجمونه إلى: "فأحبَّ الشعب"!!

يقول النص العبري المسوري אַף חבֵב עַמִּים (آف حُبـِب عَمِّيم)، وفي النص العبري السامري אף חובב עמים (آف حوبب عميم). النص واضح، فكلمة (عَمِّيم) جمع ومفرها (عم)، فأيّ تحريف ذاك!

(التوراة السامرية العربية)

فلننظر إلى هذا التحريف الذي يتوارثه القوم منذ أكثر من ألفي عام!
- الترجمة السبعينية:
καὶ εφείσατο του̃ λαου̃ αυτου "وصان شعبه".
- ترجمة الفولجاتا: dilexit populos "أحبَّ الشعب".
- ترجمة فاندايك: "فأحب الشعب".
- الترجمة المشتركة: "أحب أسباط شعبه".
- ترجمة كتاب الحياة: "حقاً إنك أنت الذي أحببتَ الشعب".

King James Version (KJV): Yea, he loved the people
American Standard Version (ASV): Yea, He loveth the people
New Living Translation (NLT): Indeed, he loves his people
New English Translation (NET): Surely he loves the people
New International Version (NIV): Surely it is you who love the people
New Century Version (NCV): The Lord surely loves his people
New Life Version (NLV): Yes, He loves His people
Contemporary English Version (CEV): The LORD loves the tribes of Israel (!!!). 0


لماذا لم يلتزموا بالنص ؟

كيف يلتزمون به وهو صريح في أن الله محب لجميع الشعوب وليس فقط بني إسرائيل؟ فهل تحوّلت كلمة (الشعوب) بقدرة قادر إلى (أسباط بني إسرائيل)!!

فلنتعرّف أكثر على هذه الفضيحة، ونطالع هذه النصوص لنعرف الجريمة الفادحة والخيانة الرهيبة التي اقترفها المترجمون في حق النص:

في نبوءة يعقوب بمجيء شيلوه او شيلون
(تك 49: 10):
וְלוֹ יִקְּהַת עַמִּים
ولـُو يـِقـْهَت عَمِّيم
وله تخضع الشعوب
في نبوءة بني قورح بالنبي الملك (مز 45: 5):

עַמִּים תַּחְתֶּיךָ יִפְּלוּ
عَمِّيم تـَحْتيكَ يـِفـْلو
شعوبٌ تحتك يسقطون
وفي نبوءة إشعياء بغُصن يشي (إش 11: 10):

שׁרֶשׁ יִשַׁי אֲשֶׁר עמֵד לְנֵס עַמִּים
شـُورِش يـِشَي أشِر عُمِد لنـِس عَمِّيم
أصل يشي الذي يقف راية ً للشعوب
وفي نبوءة إشعياء الصريحة بخروج الشريعة المستقبلية (إش 51: 4):

תוֹרָה, מֵאִתִּי תֵצֵא, וּמִשְׁפָּטִי, לְאוֹר עַמִּים אַרְגִּיעַ ... וּזְרעַי עַמִּים יִשְׁפּטוּ
تـُوراه مِئتي تـِصِئ ومِشفـَطي لؤور عَمِّيم أرْجيع .. وزرُعَي عَمِّيم يشفطو
شريعةٌ من عندي تخرج، وقضائي نوراً للشعوب أُثَبِّت .. وذراعاي للشعوب يقضيان
وتنبأ عن بيت الله المستقبلي (إش 56: 7):

בֵיתִי בֵּית-תְּפִלָּה יִקָּרֵא לְכָל-הָעַמִּים
بيتي بيت تفِلَّه يقرئ لكَل هـَعَمِّيم
بيتي بيتَ الصلاة يُدعى لكل الشعوب

فأي بيت ذلك الذي صار بيت الصلاة لكل الشعوب؟ وأي شريعة تلك التي خرجت وثبّتها الله لكل الشعوب إلى يوم القيامة؟ يأتي المسيح فيقول: "لم أُرسَل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 15: 24)، بينما يقول عن مجيء ابن الإنسان المستقبلي مع القديسين: "ويجتمع أمامه جميع الشعوب" (متى 25: 32)!
وهو محمد صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم ثبوت النصوص بعالمية رسالة النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما قال الله تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ {الأنعام:90}، وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ {الأنبياء:107}، وقال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا {الفرقان:1}.
حقاً: إنها شريعة فاران .. شريعة عالمية لجميع الشعوب على وجه الأرض .. ولا عزاء للأمانة في الترجمة!

ما هي مواصفات هؤلاء القديسين؟

حتى لا يحدث لبس في فهم المقصود من القديسين، جاء النص ليتحدث عن مواصفات هؤلاء القديسين، فيتأكّد للقارئ أن النصّ لا يتحدث عن كائنات سماوية، بل عن بشر من لحم ودم.


يقول النص العبري: כָּל-קְדשָׁיו בְּיָדֶךָ; וְהֵם תֻּכּוּ לְרַגְלֶךָ, יִשָּׂא מִדַּבְּרתֶיךָ
وترجمته الحرفية: (كلّ قدّيسيه بيدك، وهم متكئون لرجلك، يتقبّلون من كلامك).

مَن هؤلاء القديسون؟ إنهم الرِبْوات المقدّسة التي جاءت في التجلّي الإلهي من جبل فاران. والعبارة المسورية רִבְבת קדֶשׁ (رِبْبُت قـُدِش)، والسامرية רבבות קדש (رببوت قدش)، جاءت في صيغة المضاف والمضاف إليه. وهذه الصيغة يتم ترجمتها في صيغة الموصوف والصفة، وإليك بيان ذلك:

(خروج 3: 5): אַדְמַת קדֶשׁ (أدْمَت قـُدِش) أي "أرض مقدسة"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "أرض القدس"! فجاءت (قدش) صفة.
(خروج 12: 16): מִקְרָא קדֶשׁ (مِقـْرا قـُدِش) أي "محفل مقدّس"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "محفل القدس"! فجاءت (قدش) صفة
(خروج 16: 23):שַׁבַּת קדֶשׁ(شَبَت قـُدِش) أي "سبت مقدّس"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "سبت القدس"! فجاءت (قدش) صفة.
(2 أي 23: 6): כִּי-קדֶשׁ הֵמָּה (كِي قـُدِش هِمَّه) أي "لأنهم مقدَّسون"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "لأنهم القدس"! فجاءت (قدش) صفة.
فاتضح أن (رببوت قدش) تـُترجَم إلى (ربْوات مقدسة) وهي الترجمة السليمة، ومن قرائن ذلك أن النص بعدها قال (قدشـَيو) أي "قدّيسيه" فجاء بالاسم في صيغة الجمع.

ليس هذا فحسب، بل ذكر أنهم "متكئون لرجلك" وفي ترجمة فاندايك "جالسون عند قدمك" .. ماذا يفعلون؟ "يتقبلون من أقوالك". فهل هذه صفات الملائكة؟
يقول أنطونيوس فكري في تفسيره:
"هم جالسون عند قدميك = الشعب يشتهى الجلوس عند قدميه يتعلم، وهو يحملهم فى يديه إذاً هم فى يديهمحفوظين (ولاحظ أن يد الله تشير للمسيح) وعند قدميه فهو يعلمهم. وهذا المنظر رأيناه والمسيح جالس على الجبل يعظ ويعلم (مت 5، 6، 7) وفى سفر الرؤيا وهو يحمل الملائكة فى يده (الملائكة هم أساقفة الكنائس رؤ20،16:1) والشعب فى العهد القديم كان تحت الجبل حينما أعطاهم الله الشريعة (خر20،19)".
فهؤلاء القديسون جالسون للتعلم، وتلقّي كلام الله. وهذا الكلام الذي يتقّبلونه هو الذي سبق وقيل عنه في نبوءة التثنية (18: 18):

וְנָתַתִּי דְבָרַי, בְּפִיו, וְדִבֶּר אֲלֵיהֶם, אֵת כָּל-אֲשֶׁר אֲצַוֶּנּוּ
ونَتَتِي دبَرَي بفِيو ودِبـِر أليهِم إت كَل أشِر أصَونو
وأعطِي كلامي بفيه فيتكلّم إليهم بكلّ الذي أوصيه


فهؤلاء القديسون هم أتباع ابن الإنسان الملك الذي يؤسس مملكة الله مع هؤلاء القديسين، فبذلك تنبأ دانيال النبي في نفس نبوءة ابن الإنسان (7: 18):


"وأما قدّيسو العَلِيّ فيأخذون المملكة، ويمتلكون المملكة إلى الأبد وإلى أبد الآبدين"
- أن النص نبوءة: تسرد مسيرة الرسالات السماوية الثلاث، وليس حكاية عن الماضي.
- المجيء من سيناء: هو إشارة إلى إعطاء الله التوراة لموسى في جبل سيناء.
- الإشراق من سعير: هو إشارة إلى إعطاء الله الإنجيل للمسيح في جبل سعير في بلاد اليهودية.
- التلألؤ من جبل فاران: هو إشارة إلى إعطاء الله القرآن لسيد الخلق في جبل حراء في بلاد الحجاز.
وقصة غار حراء مذكورة في إشعياء الاصحاح ٤٠ وفي إشعياء الاصحاح ٢٩
وقد تحدث عن هاتين البشارتين في مقال اخر
الرابط:
https://sgjfsgh.blogspot.com/2019/07/blog-post.html?m=1
- القديسون المذكورون في النبوءة: هم أتباع ذلك النبي الذين آمنوا به وصدّقوا بكلام الله الذي جاء به.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه النبوءة في قوله تعالى:
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ
فأقسم سبحانه بأشرف الأماكن المقدسة:
(1) والتين والزيتون: إشارة إلى جبل سعير الذي اعتزل فيه المسيح أربعين يوماً، ثم انطلق بعدها يبشر بإنجيل الله. والعجيب أن (ساريس) التي يقول علماء الكتاب المقدس أنها جبل سعير في أرض يهوذا، وكذلك (سعير) الواقعة شمال الخليل .. كلتاهما مشهورتان بزراعة التين والزيتون!
(2) وطور سينين: وهو جبل سيناء الذي اعتزل فيه موسى أربعين يوماً لميقات ربه وأنزل الله عليه فيه التوراة.
(3) وهذا البلد الأمين: وهو مكة المكرمة التي شرّفها الله بظهور خاتم النبيين فيها، ونزول آخر شريعة سماوية على أحد جبالها.
وهذه اللفتة الرائعة في القرآن جاء الترتيب فيها بين هذه الأماكن من حيث المكانة من أسفل لأعلى:
- شريعة المسيح، ثم
- شريعة موسى لأنها أعلى وأشمل وهي الشريعة الرئيسة لبني إسرائيل والمسيح نفسه كان خاضعاً لها، ثم
- شريعة محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
وأما في بركة موسى، فجاء الترتيب من حيث التتابع الزمني:
- شريعة موسى، ثم
- شريعة المسيح، ثم
- شريعة محمد الخاتمة.

فاللهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى إخوانه النبيين والمرسلين وسلّم تسليماً كثيراً.
والآن إلى تفنيد الاعتراضات المسيحية ووضع النقاط على الحروف!
هذه الردود القادمة .. يجب على كل مسيحي موضوعي أن يزنها بميزان عقله الذي هو نعمة من نعم الله عليه، وألا يناصر إلاّ الحق، وألاّ يأخذ كلام قساوسته كأنه مسلـَّم به دون تفكير. لأن كثيراً من الاعتراضات المسيحية ينقلها غالبيتهم قص ولصق دون حتى تنقيحها! والآن لنستعرض هذه الاعتراضات، ونعرف حقيقتها.

------------------------


النص إخبار عن الماضي لا المستقبل!

يقول المعترضون: "وموسى النبي، في هذه الآيات، يُذَكِّر بني إسرائيل بتجلّي الله لهم في رحلة الخروج من مصر إلى أرض كنعان في هذه المناطق الثلاث التي تقع جميعها في طريق هذه الرحلة، أي فيما بين مصر وفلسطين. ومن ثم فهي لا تمثل نبوءة مستقبلية، ولا تشكل بركة قادمة، وإنما تذكر بعمل الله معهم طوال رحلة الخروج التي استمرّت 40 سنة".

وقد احتوت هذه المقولة على جملة أغلاط، وإليك البيان:

أولاً: نحن وإن كنا نساير أهل الكتاب في نسبة هذا النص لموسى، إلا أن موسى ليس كاتب هذه البركة! ماذا؟ أليس النص يقول صراحة: "وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته" (تث 33: 1)؟ قلت: أيها المسكين، نفس الآية التي ذكرتـَها فيها البرهان على ما نقول:
- فموسى لا يقول عن نفسه (موسى رجل الله)! فهذا اللقب ليس له وجود طوال الأسفار الخمسة إطلاقاً، ولا موسى عُرف به! بل هذا اللقب لم يُطلق على الأنبياء إلاّ في زمن صموئيل (1صم 9: 6)!
- ولا يقول عن نفسه (قبل موته)!!
- ولا يقول (بناموسٍ أوصانا موسى)!! فلو كان الكاتب هو موسى، فعلى مَن يعود ضمير المتكلم الجمع!
- كلمة شريعة الواردة في النص العبري דָּת هي (دَت) وهي كلمة غير عبرية على الإطلاق! بل هي آرامية لم يعرفها بنو إسرائيل إلا بعد السبي البابلي! فكيف يكتبها موسى قبل السبي بحوالي ألف عام؟! ففي تفسير آدم كلارك (تث 33):

though dath signifies a law, yet it is a Chaldee term, and appears nowhere in any part of the sacred writings previously to the Babylonish captivity


"على الرغم من أن (دَت) تعني (شريعة)، إلا أنها لفظة كلدانية ولا تظهر في أي موضع من الكتابات المقدسة السابقة على السبي البابلي". 

ثانياً: النصّ لا يُذكِّر بني إسرائيل هنا برحلة الخروج!! فهذا القول وهم أو تواهُم ينبغي على العقلاء نبذه فوراً! فموسى سبق وذكَّر بني إسرائيل برحلة الخروج قبلها بقليل وبالتفصيل. من أين جئنا بهذا؟ من مفتتح سفر التثنية: "ففي السنة الأربعين [يعني سنة وفاة موسى] في الشهر الحادي عشر في الأول من الشهر، كلّم موسى بني إسرائيل ... الرب إلهنا كلّمنا في حوريب قائلاً: كفاكم قعوداً في هذا الجبل .. الخ" (تث 1: 3-6). أما النص الذي نحن بصدده فهو بركة كما هو مذكور، والبركة إنما تكون للمستقبل لا للماضي!
ثالثاً: ماذا نفعل بهذا الفعل الذي جاء في النص بصيغة المضارع الدال على المستقبل؟ יִשָּׂא מִדַּבְּרתֶיךָ (يسأ مدبرتيك) أي "يتقبلون من أقوالك"؟ هل هم تقبَّلوا .. أم سيتقبّلون؟ ففي ترجمة الملك جيمز الإنجليزية: shall receive (سوف يتقبّلون).

رابعاً: هذه التجلّيات الإلهية لم يحدث منها في رحلة الخروج إلا إعطاء الشريعة في جبل سيناء فقط، أما سعير وفاران فهل حدث فيهما تجلّي إلهي كذلك الذي حدث على جبل سيناء؟

المفاجأة !


كاتب سِفر العدد لا يذكر شيئاً في رحلات بني إسرائيل عن سعير!! فبنو إسرائيل لم يجتازوها أصلاً! "وأبى أدوم أن يسمح لإسرائيل بالمرور في تخومه، فتحوَّل إسرائيل عنه" (عد 20 21). لذلك لمّا أعاد كاتب سفر العدد سرد رحلات بني إسرائيل بالتفصيل في الإصحاح الثالث والثلاثين، لم يذكر شيئاً اسمه سعير على الإطلاق!

فيا أيها المسكين .. بنو إسرائيل لم يدخلوا سعير أصلاً وفقاً لرواية سفر العدد التفصيلية! فأين هو ذاك التجلّي الإلهي المزعوم!!

أما كاتب سفر التثنية، فلجهله برواية كاتب سفر العدد، ذكر سعير في رحلات بني إسرائيل ولكنها مرتبطة لديه بحادثة مؤلمة وهي انتصار الأموريين وتكسيرهم لبني إسرائيل في سعير!! فقد ذهب بنو إسرائيل ليقاتلوا هؤلاء القوم في جبلهم، فإذا بالقوم يخرجون إليهم ويواجهونهم وهم في الطريق .. وتدور المعركة بينهم .. أين؟ في سعير!
"فخرج الأموريون الساكنون في ذلك الجبل للقائكم، وطردوكم كما يفعل النحل، وكسروكم في سعير إلى حُرمة. فرجعتُم وبكيتُم أمام الرب، ولم يسمع الرب لصوتكم، ولا أصغى إليكم" (تث 1: 44-45).

.. فنـِعْمَ التجلّي الإلهي في سعير!! أن يُسحَق بنو إسرائيل ولا يُصغي الله إليهم!

ثم يذكر كاتب سفر التثنية أن بني إسرائيل بعدها ارتحلوا وظلوا يدورون من حول هذا المكان المؤلم جبل سعير أياماً كثيرة، إلى أن جاءهم الأمر الإلهي بالإنصراف إلى موآب (تث 2: 1-8).

فيا أيها المسكين .. كيف تخدع شعبك بأنه كان هناك تجلي إلهي من سعير في رحلات بني إسرائيل! كيف تكتم على شعبك أن العكس هو الذي حصل في سعير! فقد كانت واقعة أليمة وهزيمة ساحقة، وانصرف الرب عن نصرتهم ولم يصغ إليهم! فأي تجلّي مزعوم هذا بالله عليكم!


خامساً: يزعم أن الأماكن الثلاثة تقع بين مصر وفلسطين. أما بخصوص سعير التي يقول إنها في هذا النص هي أدوم، فالمسكين لم يُدرك في نفس الخريطة التي استخدمها أن أدوم ليس لها علاقة لا بمصر ولا فلسطين ولا تقع بينهما!!

والسهم يشير إلى موقع أدوم في نفس الخريطة التي استخدمها، ولكم أن تحكموا!!

هل ترون أين أدوم؟ هل هي بين مصر وفلسطين كما يزعم؟! لا حول ولا قوة إلا بالله!

وأما فاران فقد تكلّمنا عن تخبّط خرائطهم، ومع ذلك فهاهم علماؤهم يصرخون: فاران المذكورة في سفر التثنية تقع شرق الأردن!!

يقول آدم كلارك عن فاران التثنية: "هذه لا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر، والتي لا تبعد شيئاً عن جبل حوريب. ذلك أن الموضع المذكور هنا يقع على حدود أرض الميعاد، على بعد شاسع من الموضع سابق الذكر". 

ويقول ويزلي في أول سفر التثنية:

Paran — Not that Numbers 10:12, which there and elsewhere is called the Wilderness of Paran, and which was too remote, but some other place called by the same name


"(فاران): ليست هي نفسها المذكورة في سفر العدد 10: 12، والتي تُدعى هناك وفي غير ذلك (برية فاران) والتي هي بعيدة جداً. ولكن يوجد مكان ما أُطلِق عليه نفس الاسم". 


فبالله عليكم .. استقرّوا على موقع فاران فيما بينكم قبل أن تردّوا علينا، هداكم الله! ومع ذلك ..

فالمفاجأة ..


لم يحدُث في التوراة أي تجلّي إلهي من جبل فاران!! فلا كاتب سفر العدد ولا كاتب سفر التثنية ذكرا في رحلات بني إسرائيل شيئاً اسمه "جبل فاران" أصلاً!! فعن أيّ تجلّي إلهي مزعوم تتحدثون!!

سادساً: يزعم أن هذه الأماكن الثلاثة تقع جميعها في طريق رحلة الخروج. ولكن .. لو كان ذلك كذلك، إذن فأنت تحكم على النص بأن ترتيب الأماكن فيه فاسد!!

فالتوراة تذكر أنه بعد الارتحال من سيناء، حطّ بنو إسرائيل في فاران المزعومة، ثم بعد ذلك داروا حول تخوم أدوم. فكيف يجيء هذا النص - لو كان يتحدث عن رحلة الخروج - فيقدّم أدوم على فاران!!

سابعاً: يزعم أن هذا النص هو تذكير برحلات بني إسرائيل التي استمرت 40 سنة؟ ونحن نسأل: هل استغرق التجلّي الإلهي 40 سنة حتى ينعكس على هذه الجبال!! وهل انعكس مرة واحدة .. أم على نظام الفلاشات؟
خدعوك ... فقالوا !!!
دبورة تتحدث عن التجلّي من سعير!


لمّا لم يجد المعترض أي موضع في الأسفار الخمسة يستند إليه في أن الرب قد تجلَّى من جبل سعير، لجأ إلى حيلة أخرى وهي الزعم بأن دبورة أخبرت بذلك!

يقول: "وعن تجلّيه من سعير تقول دبّورة النبيّة فى سفر القضاة: "يَا رَبُّ بِخُرُوجِكَ مِنْ سَعِيرَ, بِصُعُودِكَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ, الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضاً قَطَرَتْ. كَذَلِكَ السُّحُبُ قَطَرَتْ مَاءً. تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ, وَسِينَاءُ هَذَا مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ" (قضاة5/4-5)". 

وهذا الزعم باطل وفيه تدليس على عوام شعبه، وتفنيد ذلك بسيط:

فالنصّ إنما يتحدث عمّا حصل بعد الخروج من سعير لا أثناء التواجد فيها. ففي الترجمة الإنجليزية الحرفية للعهد القديم العبري (JPS):

LORD, when Thou didst go forth out of Seir, when Thou didst march out of the field of Edom

"يا رب، عندما خرجتَ من سعير، عندما مشيتَ من حقل أدوم". 

وفي الترجمة المشتركة: "حين خرجتَ يا رب من سعير، ومن صحراء أدوم حين صعدتَ"، وفي الكاثوليكية: "حين خرجتَ يا رب من سعير، وزحفتَ من حقول أدوم".

النص لم يقل: لمّا نزل بنو إسرائيل أدوم، تزلزلت الجبال!! لا .. إنه ببساطة يتحدث عن تقدّم بني إسرائيل تجاه كنعان بعد انصرافهم من سعير.

وهذا هو ما أقرّ به ويزلي في تفسيره، فقال:

Edom - Seir and Edom are the same place; and these two expressions note the same thing, even God's marching in the head of his people, from Seir or Edom, towards the land of Canaan: while the Israelites were encompassing mount Seir, there were none of the following effects; but when once they had done that, and got Edom on their backs, then they marched directly forward towards the land of Canaan
...
The earth trembled - God prepared the way for his people, and struck a dread into their enemies, by earth-quakes as well as by other terrible signs


أدوم: سعير وأدوم هما نفس المكان، وكلتا الصيغتين تشيران إلى نفس الشيء وهو سَير الله على رأس شعبه، من سعير أو أدوم، باتجاه أرض كنعان. فحينما كان بنو إسرائيل يدورون حول جبل سعير، لم يحدث أي شيء من هذه المظاهر المذكورة بعدها. ولكن ما أن فعلوا ذلك وجعلوا أدوم في ظهورهم، حينئذ ساروا مباشرة باتجاه أرض كنعان
...
الأرض ارتعدت: أعَدَّ الله الطريق لشعبه، وألقى الرعب في قلوب أعدائهم بالزلازل وبآيات أخرى رهيبة. 


فقد اعترف صراحة أن ارتعاد الأرض وتزلزل الجبال وكل هذه المظاهر لم تحدث إلا بعد انصرافهم من سعير وتركوها وراء ظهورهم منطلقين إلى كنعان.


فيا أيها المسكين .. أين هو التجلي الإلهي من سعير في كلام دبورة!! بل أقول: نعم لقد كان هناك تجلّي إلهي من سعير حين ترك الله شعبه ولم يصغ إليهم وكسّرهم الأموريون كما هو مذكور في (تث 1: 44-45)!

خدعوك ... فقالوا !!!
فاران بين مصر وفلسطين!


مرّ علينا طرف من هذا الزعم كإشارة عابرة، لكن المعترض تناول هذا بشيء من التفصيل فقال:

"وبالرغم من وضوح المعنى والقصد في الآيات السابقة إلا أن بعض الكتاب من الأخوة المسلمين قالوا أن " مجيئه من سيناء يعني إعطاؤه التوراة لموسى، وإشراقه من سعير يعني إعطاؤه الإنجيل لعيسي، وتلكؤه من فاران يعني إنزاله القرآن على نبي المسلمين، لأن فاران من جبال مكّة "(1)!! وقال أحد هؤلاء الكتاب " لكن تذكر التوراة أيضًا أنّ إسماعيل قد نشأ في بريّة فاران (تكوين21/21) ومن المعلوم تاريخيًا أنه نشأ في مكة المكرمة في الحجاز"(2)!! وقد إختلف هؤلاء الكتاب في تحديد موقع فاران ولم يتفقوا على شيء:

1- فقال الشيخ رحمة الله الهندي فاران جبل بمكة؛ " استعلانه من جبل فاران تعنى إنزاله القرآن لأن فاران جبل من جبال مكة "(3)!! هكذا دون توثيق!!

2- وقال محمد الشرقاوى أنها بلاد الحجاز نفسها؛ " فاران هي بلاد الحجاز التي هاجر إليها إبراهيم وولد فيها النبى "(4)!! ولم يذكر لنا خريطة تدل على ذلك!!

3- ولما وجد إبراهيم خليل أحمد أنه لا يوجد لا جبل ولا بلد في بلاد الحجاز تُسمّي باسم فاران قال أنها مجرد مجاز " فاران مجاز عن الأرض التي سكن فيها جد الرسول الكريم سيدنا إسماعيل"(5)!!

4- وقال بشري زخارى أنها بريّة من جبال مكة " فاران برية بين ثلاث جبال بمكة هي أبو قيس وقيعان وجبل حراء وفيها سكن إسماعيل"(6)!! وليلته يدلّنا على خريطة واحدة أو مرجع واحد يثبت صحة مزاعمه!!

5- وعندما وجد د. السقا أن هذه الاستنتاحات غير مجدية فقد حاول تأويلها بقوله أنّ فاران سُكنى بنى إسماعيل وحيث أنّ إسماعيل له بركة وقد ظهر في بني إسماعيل نبي في مكان سّكناه وانتشر دينه شرقًا وغربًا فيكون المعنى بالتلألؤ من جبل فاران يُشير إلى بدء بركته (7)!!

6- وقال أبو عبيد الله القضاعي في كتابه تخطيط مصر أنّ فاران، والطور كورتان من كور مصر القبلية، وفاران من قرى صفد سمرقند ويُنسب إليها أبو منصور الفاراني. [ تخطيط مصر للقضاعي ]. ولم يقلْ أنّ فاران جبل في مكة إلا ياقوت في كتابه [ المشترك وضعًا والمختلف صقعًا ] " فاران اسم جبال مكة. وقيل اسم جبال الحجاز. وقال أبو عببيد القضاعي في كتاب [ خطط مصر ]: وفاران والطور كورتان من كور مصر القبلية. وفاران أيضًا من قري صفد سمرقند، يُنسب إليها أبو منصور الفارابي " ومع ذلك لم يحدد يقينًا ذلك، إذ أنه قال: أن فاران موجودة في أربعة محلات وهي مكة والحجاز ومصر وبلاد فارس!!

ومع ذلك تؤكد الآيات الكتابية التي وردت فيها كلمة فاران أنّها تقع فيما بين مصر وفلسطين بالقرب من ايلات الحالية وتبعد عن مكة بحوالي 500 كيلو متر(8)!!

7- بل وقد جاء في كتاب معجم البلدان أنّ اسم ( فيران، فيرن، فارايان،فاران ) كلها أسماء مختلفة لجبل واحد يقع في المنطقة ما بين مصر والشام وعلى الأرجح في فلسطين(9). 

وقد فضّلتُ نقل كلامه في هذا الشق كاملاً حتى يكون التفنيد دقيقاً، فالرجل من زعماء الاعتراضات الوهمية، وكلامه مبثوث بالقص واللصق هنا وهناك.
اسمح لي باختصار :
يقول يوسيفوس في antiquities of the jews :
1\12:4. When the lad was grown up, he married a wife, by birth an Egyptian, from whence the mother was herself derived originally. Of this wife were born to Ismael twelve sons; Nabaioth, Kedar, Abdeel, Mabsam, Idumas, Masmaos, Masaos, Chodad, Theman, Jetur, Naphesus, Cadmas. These inhabited all the country from Euphrates to the Red Sea, and called it Nabatene. They are an Arabian nation, and name their tribes from these, both because of their own virtue, and because of the dignity of Abraham their father.
و ترجمة الكلام الكبير : من الفرات إلى البحر الأحمر .
إذا سلمنا أن كلامهم صحيح ، كيف يخالف يوسيفوس كتابه المقدس الذي يقول عنه : إن اليهودي مستعد للتضحية عنه بماله و دمه ؟!
أم أنه لم يخالفه ؟
يوسيفوس يشرح لنا مكان فاران التي تخبط بها كتاب المسيحية .
فاران في جزيرة العرب !!!
يقول المعترض: "وقد إختلف هؤلاء الكتاب في تحديد موقع فاران ولم يتفقوا على شيء"! وكأن علماءهم هم الذين اتفقوا! ويعلّق على الكُتاب المسلمين، فيقول عن كلام رحمت الله الهندي: "هكذا دون توثيق"، وعن محمد الشرقاوي: "ولم يذكر لنا خريطة تدل على ذلك"، وعن بشري زخارى: "وليته يدلّنا على خريطة واحدة أو مرجع واحد يثبت صحة مزاعمه"!!
القضية لديه إذن قضية توثيق وخرائط! حسناً .. أين توثيقكم وخرائطكم أنتم؟ لقد رأينا - وسنرى أيضاً - تضارب علماء الكتاب المقدس وخرائط الكتاب المقدس في تحديد موضع فاران! فعن أي دقة تتحدثون؟ حقاً لقد صدق المسيح حين قال: "ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها!!" (مت 7: 3).

ثم يعلّق المعترض على ما أورده ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله: "إذ أنه قال: أن فاران موجودة في أربعة محلات وهي مكة والحجاز ومصر وبلاد فارس!!". ا

وأنا أقول لجنابه: أنت تعجب من وجود فاران في أربع محلات .. فأخبرني إذن أين توجد الإسكندرية؟ ولا تقل لي إنها توجد في محلة واحدة، فإن ذلك ليس هذا صحيحاً، بل تقع الإسكندرية في مصر والعراق وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان وغيرها، وهي كلها تُنسَب للإسكندر الأكبر. فأي غرابة في ذلك!!

بل .. لننظر أصلاً في فاران المذكورة في الكتاب المقدس .. هل توجد في محلة واحدة فقط كما يزعم هذا المعترض؟ والإجابة بالطبع هي: لا .. الكتاب المقدس نفسه يتحدث عن فارانات لا فاران واحدة! فاعرفوا جغرافية كتابكم يرحمكم الله:

الكتاب المقدس يذكر أربعة أماكن اسمها فاران


(1) فاران الواقعة في سيناء:
وهي التي يتحدث عنها سفر العدد في رحلة الخروج، وهي وادي فيران في جنوب غرب سيناء فوق الطور:

وتطابق فيران مع فاران سفر العدد هو سبب وضعها في هذا الموضع على بعض خرائط الكتاب المقدس، كالخريطة التي تفضل بإيرادها حبيبنا دكتور أزهري في مداخلة سابقة:
وبالرغم من ذلك، فإن هذا التطابق بين فاران سفر العدد وفيران السيناوية يكشف عن ضعف كاتب سفر العدد في الجغرافية: لأنه جعل بني إسرائيل يغادرون جبل سيناء إلى فاران، بينما تقع فيران جغرافياً قبل جبل سيناء لا بعده! ولا توجد في المنطقة فاران أخرى غير هذه!

ماذا فعل علماء الكتاب المقدس لكي يخرجوا من هذا المأزق الجغرافي؟ لقد اخترعوا جغرافيا جديدة!! جغرافيا تفصيل على مقاس رحلة الخروج في سفر العدد، فزحزحوا فاران هذه من تلقاء أنفسهم إلى شمال شرق سيناء!!

فخالفوا جغرافية سيناء حفاظاً على عصمة كاتب سفر العدد!!
وجدير بالذكر أن هذه هي فاران المصرية التي يذكرها الجغرافيون العرب مع الطور بعد القلزم وهو خليج السويس. فعلى سبيل المثال يقول الإدريسي في نزهة المشتاق: "ومن القلزم على الساحل إلى فاران أربعون ميلاً .. وإزاء فاران موضع متجون من قبل البحر .. ومنه إلى جبل الطور وهو على مقربة من البحر". 
(2) فاران الواقعة شرق الأردن:
وهي المذكورة في أول سفر التثنية، وهي غير فيران المذكورة في سفر العدد. وهذا هو ما أقرّ به هؤلاء العلماء:
- فيقول آدم كلارك: "هذه لا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر .. على بُعد شاسع من الموضع سابق الذكر". 
- ويقول ويزلي: "(فاران): ليست هي نفسها المذكورة في سفر العدد 10: 12، والتي تُدعى هناك وفي غير ذلك (برية فاران) والتي هي بعيدة جداً. ولكن يوجد مكان ما أُطلِق عليه نفس الاسم". 
- ويقول كيل و ديلطش في أول تفسيرهما للتثنية:

Paran is at all events not the desert of this name in all its extent

"فاران في جميع الأحوال ليست هي البرية التي تحمل نفس الاسم على كامل امتدادها". 
وعبثاً يحاول مفسّروهم التوفيق بين كلا الموضعين!!

(3) فاران الواقعة في الحجاز الشمالي:
وهي التي تحدّث عنها يوسبيوس كما رأينا وقال إنها تقع إلى الشرق من إيلة، وهي داخلة في نطاق أرض مدين الواقعة شمال الحجاز شرق خليج العقبة. وهي المقصودة في سفر الملوك: "وقاموا من مديان وأتوا إلى فاران، وأخذوا معهم رجالاً من فاران، وأتوا إلى مصر" (1 مل 11: 18).

(4) فاران الواقعة في الحجاز الجنوبي:
وهي موطن إسماعيل كما يقول سفر التكوين: "وسكن في برية فاران" (تك 21: 21)، وحدّد موقعها حبقوق فقال: "الله يأتي من الجنوب، والقدوس من جبل فاران" (حب 3: 3). وعلامة فاران الجنوبية هذه هي زمزم بئر الماء الإلهية فيها (تك 21: 19). فعجباً .. هل أنتم أعلم بموطن إسماعيل من نسله!!

ولاحظوا أن الفارانَين الأوليين لم يرد فيهما أي ذكر لإسماعيل أو الإسماعيليين بتاتاً: فكانت فيران سيناء عبارة عن قفر (عد 14: 29)، وجاء ذكر فاران الأردن بشكل عابر دون تفاصيل (تث 1: 1). وإسماعيل لم يسكن لا هذا الموضع ولا ذاك! أما فاران مدين فكانت داخلة في الأراضي التي سكنها بنو إسماعيل، وآية ذلك أن القافلة التي أخذت يوسف وباعته في مصر كانوا إسماعيليين (تك 37: 27) من مدين (تك 37: 36).

يقول السمعاني في كتاب (الأنساب): "الفاراني: بفتح الفاء والراء بين الالفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما إلى جبال فاران، وهي جبال بالحجاز، قيل إن في التوراة ذكر جبال فاران قاله ابن ماكولا. والمشهور بهذه النسبة بكر بن القاسم بن قضاعة القضاعي الفاراني الاسكندراني أبو الفضل توفي بالاسكندرية سنة سبع وسبعين ومائتين قاله ابن يونس، والثاني إلى قرية من قرى سمرقند يقال لها فاران وهي بين سمرقند وإشتيخن".

هذه الفارانات سُمّيت على اسم زعيم العماليق

وقد سبق وأشرتُ إلى ذلك، وأن هذه الشخصية مذكورة في كتب التاريخ العربي. وأذكر هنا ما نقله الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب): "كما قيل في جبال الحرم جبال فاران وذكرت بذلك في التوراة وإنما نسبت إلى فاران بن عمرو بن عمليق". 

كما سبق وأشرتُ إلى أن مدينة أيلة في عهد إبراهيم كان اسمها (إيل فاران) نسبة إلى هذا الرجل، وكانت هذه المدينة في نطاق "بلاد العمالقة" (تك 14: 7). وأما فاران في سيناء فكانت هي الأخرى واقعة في نطاق عماليق سيناء (خر 17: 8). وبهذا وُصفت أيضاً في الكتب العربية، فيقول ابن مطهر في كتابه (البدء والتاريخ): "ومن قلزم إلى الطور طريقان أحدهما في البحر والآخر في البر وهما جميعا يؤديان إلى فاران وهي مدينة العمالقة". 
خدعوك ... فقالوا !!!
داود نزل برية فاران!


يقول المعترض: "وعن موقع فاران يقول الكتاب أنها تقع على الطريق بين مصر وفلسطين، بالقرب من سعير وبجوار مصر ... " وَمَاتَ صَمُوئِيلُ فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. وَقَامَ دَاوُدُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ "(2صموئيل25/1)". 

فهل حقاً نزل داود برية فاران؟ وأين هي فاران هذه؟

هنا .. ينكشف التزوير .. ولكن ليس من علماء الكتاب المقدس هذه المرة، ولكن من النص العبري المسوري للعهد القديم. ولكن السبعينية هذه المرة هي التي تكشف هذا التزوير القديم المتعمَّد!!

الإصحاح 25 من سفر صموئيل الأول طبقاً للسبعينية هكذا:

και απεθανεν σαμουηλ και συναθροιζονται πας ισραηλ και κοπτονται αυτον και θαπτουσιν αυτον εν οικω αυτου εν αρμαθαιμ και ανεστη δαυιδ και κατεβη εις την ερημον μααν


".. وقام داود ونزل إلى برية معون".


وهذا هو الصحيح، لأن هذا الإصحاح يتحدث عن قصة نابال في معون بعدها مباشرة: "وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل" (1صم 25: 2).


ولذلك لم تأخذ عدد من الترجمات الإنجليزية بالقراءة العبرية، واعتمدت النص السبعيني:


New International Version (NIV): Then David moved down into the Desert of Maon
New American Bible (NAB): Then David went down to the desert of Maon
New Living Translation (NLT): Then David moved down to the Desert of Maon
New Century Version (NCV): David moved to the Desert of Maon
The Message (MSG): Meanwhile, David moved again, this time to the wilderness of Maon


يقول ديفيد فبين تعليقاً على ذلك:

David F. Payne, I & II Samuel, p. 129


"إن (فاران) كانت إلى الجنوب بعيداً، فقد يجب تصحيح الاسم إلى (معون) للحصول على صلة بالعدد الثاني. والترجمة اليونانية القديمة المعروفة بالسبعينية فيها الاسم (معون)". 


ويقول جون ستيفينسون في تعليقاته:

The Massoretic Text reads that David came to the wilderness of Paran. However, this would have him entering the Sinai desert and this seems doubtful. The NIV has adopted the Septuagint reading of "Maon" as is found in verse 2


"يقول النص المسوري أن داود جاء إلى برية فاران. إلا أن هذا قد يجعله دخل برية سيناء، وهو الأمر الذي يبدو مشكوكاً فيه. وقد اعتمدت ترجمة NIV القراءة السبعينية (معون) كما هو موجود في العدد الثاني".


وقد رأينا أن هذا هو ما اعترفت به دائرة المعارف الكتابية Encyclopaedia Biblica حين قالت:

Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583


" معظم النقاد .. اعتمدوا السبعينية في تصليح פָּארָן (فاران) الواردة في النص المسوري، إلى מָעוֹן (معون) المذكورة في العدد التالي". 

فاتضح أن فاران المذكورة في سفر صموئيل محرَّفة ولا يمكن الاستناد عليها في تحديد موقع فاران الحقيقي كما زعم المعترض!

لماذا حرّف النص العبري هذه الكلمة؟ وما الغرض من ربط داود بفاران؟ .. والإجابة على هذا اللغز وكشف سر التحريف هنا يحتاج إلى فتح موضوع مستقل إن أحيانا الله تعالى.

عندما تكون الأدلة مجرد احتمالات!!

يقول المعترض: "وجاء في دائرة المعارف الكتابية: " فاران"، ومعناها " موضع المغاير"، وهي بريّة شاسعة في أقصى جنوبي فلسطين، بالقرب من قادش برنيع. ويرجّح كثيرون من العلماء أنّها كانت تقع في الشمال الشرقي من شبه جزيرة سيناء. ويقول آخرون إنها هي " برّية التيه " في وسط هضبة سيناء. ويقول بينو روتنبرج في كتابه " برّيّة الله "، إنّ " برّيّة فاران " كان الإسم القديم لكلّ شبه جزيرة سيناء في العصور الكتابية". 
ما أعظم هذه الأدلة التي يستندون إليها في الرد على المسلمين!! لقد انكشف المستور .. واعترفت دائرة المعارف أن الخرائط التي تضع برية فاران في شمال شرق سيناء ليس عندها دليل إلاّ ترجيح العلماء، فهُم لم يجدوا في جغرافية سيناء شيئاً يتطابق مع رحلة الخروج المذكورة في سفر العدد. ويتضح أن الخرائط التي تضع فاران في وسط سيناء ليس لها دليل إلا قول بعض علمائهم أنها مطابقة لهضبة التيه! وهنا أستخدم عبارة المعترض الذي وجّهها للمسلمين: "هكذا دون توثيق"!!

يقول أنطونيوس فكري (تث 1: 1): "فاران = برية على حدود أدوم جنوب الأردن تجاه جبل سيناء، هي غالباً صحراء التيه". 

هل تفصّلون الجغرافيا بحسب ظنونكم واحتمالاتكم، ثم تعترضون علينا هداكم الله! هل هذه هي الموضوعية في الرد؟ هل هذا هو التوثيق العلمي!

وانظروا إلى قول موسوعة الكتاب المقدس القياسية الدولية وهي تصف موقع فاران بأنه غير محدد بدقة:



The International Standard Bible Encyclopedia, (Paran), p. 662



"فاران: لفظ كتابي يُستخدم جغرافياً للإشارة إلى مناطق الصحراء غير المحددة بدقة إلى الجنوب والجنوب الغربي من فلسطين".

.. فلمَ المكابرة والزعم بمعرفة موضع فاران!

المضحك في الأمر أن هذه الموسوعة المحترمة رغم اعترافها منذ قليل بأن موضع برية فاران غير محدد بدقة، لكنها لم تستطع أن تتخلّى عن المنهجية التاريخية العظيمة التي اعتادوا عليها، وهي تحويل الاحتمالات والافتراضات في غمضة عين إلى أدلة قطعية ضد الخصم! ماذا فعلوا؟ لقد ضربوا جميع العصافير بحجر واحد، وجمعوا بين جميع الاحتمالات: جنوب كنعان، وشمال شرق سيناء، ووسط سيناء، وجنوب غرب سيناء!!

وللأسف مثل هذا الدجل منتشر في خرائط الكتاب المقدس .. ولا عزاء للجغرافيا!

لماذا حرّف علماؤهم موضع فاران السينائية؟

رأينا أن فاران السينائية هي وادي فيران في جنوب غرب سيناء، وهي نفسها مدينة فاران السينائية المذكورة في كتب الجغرافيين العرب. إلا أن علماء الكتاب المقدس بعد أن اكتشفوا أن كاتب سفر العدد أخطأ في جغرافية سيناء، اخترعوا لأنفسهم جغرافيا خاصة وضعوا فيها فاران بما يتوافق مع العهد القديم، وتركوا الواقع والجغرافيا والتاريخ العلمي!!

والمفاجأة التي لا تسرّ جناب المعترض هو أن بطليموس ذكر فاران السينائية هذه، وهي ليس لها علاقة بفلسطين، بل مطابقة لوادي فيران في جنوب سيناء. فيقول ريتشارد ليبسيوس بعد استعراض الأدلة:



Letters from Egypt, Ethiopia, and the Peninsula of Sinai, p. 555


"من كل هذا، يتضح أن مكان فاران التي ذكرها بطليموس مطابق لفاران الشهيرة في وادي فيران، وهي نفسها فونيقون لدى أرتميدوروس وسترابون". 

ويقول يوحانان أهاروني:



The Land of the Bible, p. 199


"إن الواحة الرئيسية في جنوب شبه جزيرة سيناء فيران من الثابت أنها تحتفظ بالاسم القديم لبرية فاران. وهي معروفة من العصر البيزنطي، ومن بطليموس، بصيغة (فاران). وقداكتُشف هناك تلّ مع بقايا من العصر الحجري (حوالي القرن السابع قبل الميلاد) إلى العصر العربي دون أي فجوة تـُذكَر". 


فالتاريخ والجغرافية يشهدان على تزييف الحقائق. ولِمَن يريد أن يعرف السبب، ليقرأ:



Biblical Repository and Classical Review, p. 789


"برية فاران، اختار البعضُ أنها توجد في وادي فيران أو فاران، والذي يمتد في الشمال الغربي من جبل سيناء والموصوف في صفحة 764 آنفاً. ولكن هذه الفرضية يصعب التمسك بها: فمن فاران تم إرسال الجواسيس لاستكشاف أرض كنعان (عد 13: 3)، وعادوا ثانيةً إلى "جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش" (عد 13: 26)، الأمر الذي يوضح أن برية فاران ملاصقة لقادش برنيع. من هنا أشار حقاً بوركهاردت إلى أن "فاران يجب البحث عنها في الصحراء غرب وادي موسى وقبر هارون الذي يظهر هناك" أي ملاصقاً لفلسطين من الجنوب. إضافة إلى ذلك، فإن بني إسرائيل في ارتحالهم من سيناء، ذهبوا في رحلة استمرت ثلاثة أيام، ثم ارتحلوا مرتين أيضاً قبل أن يحطوا رحالهم في برية فاران (عد 10: 33؛ 12: 16). وهو الأمر الذي لا يتوافق إطلاقاً مع الفرضية السابقة الخاصة بوادي فيران". 


هكذا يتلاعبون بالواقع حفاظاً على عصمة سفر العدد! ولكن .. وأنا أعلم أنكم سئمتم من المفاجآت المتكررة .. ولكن ليس بيدي .. فدعوني أقول ..


المفاجأة

موسى لم يرسل الجواسيس من فاران!

قادش ليست هي فاران

كاتب سفر العدد يعي تماماً الفرق بين قادش وفاران، فهذه ليست هي تلك:

فقد ارتحل الشعب من جبل سيناء إلى قبروت هتأوة (عد 11: 34)
ثم ارتحلوا من قبروت هتأوة إلى حضيروت (عد 11: 35)
ثم ارتحلوا من حضيروت إلى برية فاران (عد 12: 16)
ثم ارتحلوا من برية فاران إلى برية صين (عد 20: 1)
وبرية صين فيها قادش (عد 20:1)، بل هي نفسها قادش (عد 33: 36)
ثم ارتحلوا من قادش إلى جبل هور (عد 20: 22).

فهل قادش في فاران؟ بالطبع لا، بل قادش إنما هي في برية صين وليس فاران.

موسى أرسل الجواسيس من قادش لا فاران

هكذا يقول كاتب سفر التثنية بصيغة المتكلم على لسان موسى نفسه: "ثم ارتحلنا من حوريب وسلكنا كل ذلك القفر العظيم المخوف الذي رأيتم في طريق جبل الأموريين كما أمرنا الرب إلهنا، وجئنا إلى قادش برنيع .. فتقدمتم إليَّ جميعكم وقلتم: دعنا نرسل رجالاً قدامنا ليتجسّسوا لنا الأرض .. فحسُن الكلام لديَّ، فأخذتُ منكم اثني عشر رجلاً، رجلاً واحداً من كل سبط. فانصرفوا وصعدوا إلى الجبل، وأتوا إلى وادي أشكول وتجسّسوه .. لكنكم لم تشاءوا أن تصعدوا وعصيتم قول الرب إلهكم .. فأجبتم وقلتم لي: قد أخطأنا إلى الرب، نحن نصعد ونحارب حسب كلّ ما أمرنا الرب إلهنا .. فخرج الأموريون الساكنون في ذلك الجبل للقائكم وطردوكم كما يفعل النحل، وكسروكم في سعير إلى حُرمة .. وقعدتم في قادش أياماً كثيرة كالأيام التي قعدتُم فيها" (تث 1: 19-46).

لا يوجد أي ذِكْر لفاران هنا إطلاقاً، فبكل وضوح نجد أن موسى إنما أرسل الجواسيس من قادش التي كان مقيماً فيها بنو إسرائيل وقتها. ولما رفضوا دخول الأرض ثم ندموا، ذهبوا لمحربة الأموريين من الكنعانيين والعمالقة في جبلهم، فنزل هؤلاء ولاقوهم في سعير، وكسروهم إلى حُرمة. وظلّ القوم من بعدها في قادش أياماً كثيرة أيضاً.

ولكن هل يتفق كاتب سفر العدد مع هذا؟ يبدو أن كاتب سفر العدد إما أنه مصاب بانفصام الشخصية أو اشترك معه كاتب آخر في هذا السِفر، كما سنرى. فهو يؤكد هنا صحة رواية سفر التثنية، فيذكر أن موسى نفسه قال: "هكذا فعل آباؤكم حين أرسلتُهم من قادش برنيع لينظروا الأرض، صعدوا إلى وادي أشكول ونظروا الأرض" (عد 32: 8-9). ولا وجود هنا أيضاً لبرية فاران المزعومة! ما المشكلة إذن؟

المشكلة أنه في موضع آخر قال شيئاً آخر (!) ولكن هذه المرة بصيغة الغائب وليس على لسان موسى: "ثم كلّم الربُّ موسى قائلاً: أرسل رجالاً ليتجسسوا أرض كنعان التي أنا معطيها لبني إسرائيل .. فأرسلهم موسى من برية فاران حسب قول الرب .. فأرسلهم موسى ليتجسسوا أرض كنعان، وقال لهم: اصعدوا من هنا إلى الجنوب .. فصعدوا وتجسسوا الأرض من برية صين إلى رحوب في مدخل حماة .. وأتوا إلى وادي أشكول .. فساروا حتى أتوا إلى موسى وهارون وكل جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش .. وتذمَّر على موسى وعلى هارون جميعُ بني إسرائيل .. وكلّم الرب موسى وهارون قائلاً: حتى متى أغفر لهذه الجماعة الشريرة المتذمّرة عليَّ .. ولما تكلم موسى بهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل بكى الشعب جداً، ثم بكّروا صباحاً وصعدوا إلى رأس الجبل قائين: هُوَ ذا نحن، نصعد إلى الموضع الذي قال الرب عنه، فإننا قد أخطأنا. فقال موسى: لماذا تتجاوزون قول الرب، فهذا لا ينجح .. لكنهم تجبروا وصعدوا رأس الجبل .. فنزل العمالقة والكنعانيون الساكنون في ذلك الجبل، وضربوهم وكسروهم إلى حُرمة" (عد 13، 14).

ونلاحظ على هذه الرواية ما يلي:
كان إرسال الجواسيس بأمر من الله، لكن في التثنية كان بطلب من الشعب.
أرسل موسى الجواسيس من برية فاران، لكن في موضع آخر من العدد وفي التثنية من قادش.
أمر موسى الجواسيس أن يصعدو "من هنا"، فصعدوا "من برية صين". ثم رجعوا إلى الشعب في "قادش". فهذه التفاصيل تتعارض مع قوله إنهم كانوا في فاران! فقد رأينا أن قادش إنما هي في برية صين لا فاران. ووجود صين وقادش في هذه الرواية يؤكّد على صحة رواية سفر التثنية، إذ لا دخل لفاران هنا. ولا أدري هل هو نفس الكاتب الذي ذكر تصريح موسى بإرساله الجواسيس من قادش في نفس السِفر؟!

من أجل ذلك، ومن باب ضرب العصافير بحجر واحد، لجأ علماؤهم إلى الزعم بوجود برية صين وقادش في فاران!! وهذا على طريقة "كلُّه على كُلُّه" .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

.. والعجب العجاب

أن كاتب سفر العدد في الإصحاح 33 - على فرض أنه هو نفس الكاتب - أعاد ذكر رحلات بني إسرائيل بالتفصيل: فذكر بين حضيروت وقادش 18 موضعاً ليس فيها ذِكر لشيء اسمه فاران!!

فلماذا كل هذا التخبّط واللبس في شأن فاران بين سفري العدد والتثنية!!

سؤال في الصميم ، وإجابة لولبية!

يقول ولتر ك. قيصر وآخرون:



Hard Sayings of the Bible, p.166


من أين انطلق الجواسيس؟
لماذا يقول سفر العدد 13: 3 أن الجواسيس غادروا من برية فاران، في حين يقول سفر العدد 32: 8 أن هذا كان من قادش برنيع؟ هل كان هذان موضعين مختلفين أم أن هناك طريقة معينة لتفسير احتمالية أن يكون كلاهما صحيحاً؟

إن برية فاران هي منطقة متعذر تحديدها جيداً في الجزء الواقع وسط وشرق شبه جزيرة سيناء، يحدّها من الشمال الغربي برية شور، ومن الشمال الشرقي برية صين، وبرية سيناء من الجنوب. ومعظم سنوات التيه الأربعين كان بنو إسرائيل مقيمين في قادش برنيع (عد 14: 34؛ تث 1: 19-20).

طبوغرافياً (!)، كان موقع قادش برنيع جزءاً من برية فاران. وفي الواقع، في السبعينة اليونانية سفر العدد 33: 36 هناك إضافة تفسيرية في المتن تقول: "في برية فاران وهي قادش". 

إن هذا المرجع هو الآخر يؤكد لنا من جديد - كما تأكّد لنا مراراً وتكراراً - أن فاران لدى علماء الكتاب المقدس تمثـّل لغزاً، وأنه من الصعب تحديد موقعها بدقة!!

أقصى ما يستطيعون عمله هو الأخذ برواية سفر العدد على أنها حقائق تاريخية غير قابلة للنقاش، بينما الواقع يشهد بتعارض وتضارب هذه الرواية حتى مع رواية سفر التثنية نفسه
والإضافة التفسيرية اليونانية في عد 33: 36 ليست تفسيراً في واقع الأمر، بل هي تحريف صريح! لأن النص العبري يقول بوضوح: "برية صين وهي قادش"، وقد سبق ورأينا أن صين غير فاران، فكيف يأتي مترجم ويُحرّف في بعض النسخ السبعينية ويضيف من عنده كلمة فاران، ثم تصبح هذه الزيادة المحرفة حقيقة طبوغرافية؟؟ أعطوني عقولكم أكرمكم الله
النتيجة: موسى لم يرسل الجواسيس من فاران، بل أرسلهم من قادش في برية صين كما ورد ذلك صريحاً في سفر العدد 32: 8 وفي سفر التثنية 1: 19. بل إنه فوق كل هذا، لم تـُذكَر فاران لا من قريب ولا من بعيد في الرواية التفصيلية لرحلات الخروج المذكورة في آخر سفر العدد! واتضح لنا أن الخرائط كلها تـُبنى على نظرية "ضرب العصافير" 
خدعوك ... فقالوا !!!
سيناء وسعير وفاران جبال متجاورة!


يقول معترض آخر في ردوده الوهمية: "جبال سيناء وسعير وفاران، ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرة سيناء، جاء ذكرها معاً في تثنية 33 الذي يحوي بركة موسى لبني إسرائيل قبل موته، فقال إن الله جاءهم في جلال ومجد على قمم هذه الجبال الثلاثة ليقطع معهم عهداً ويعطيهم شريعته، وذلك:
من سيناء، من الشرق كما تشرق الشمس. وكان السحاب على جبل سيناء كثيفاً يشبه الدخان، فكان الجبل يرتجف كله (خروج 19: 18). ويقول المرنم في مزمور 68: 8 «الأرض ارتعدت. السماوات أيضاً قطرت أمام وجه الله. سينا نفسه من وجه الله إله إسرائيل».


- وأشرق الله لبني إسرائيل من جبل سعير، وهو أرض أدوم الجبلية على الجانب الشرقي من البرية العربية.

- وتلألأ الله لهم من جبل فاران، وهي صحراء جنوب يهوذا (1صم 25: 1-5) شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21). وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26) وبطمة فاران، المعروفة اليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6). وفي هذه البرية تنقّل بنو إسرائيل أربعين سنة. وقد جاء ذكر فاران في تكوين 14: 6 والعدد 10: 122 و12: 16 و13: 3 وتثنية 1:1 و1ملوك 11: 18 وفي غير ذلك.
وفي تثنية 33 يذكّر موسى بني إسرائيل بفضل الله عليهم، بأن أعطاهم شريعته فضاءت لها القمم العالية لجبال سيناء وسعير وفاران، الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء. هناك قطع الله عهده معهم، لأنه أحبهم، وهم جلسوا عند قدميه يتقبَّلون أقواله (آية 3) فأوصاهم بشريعة موسى، ميراثاً لآل يعقوب (آية 4)". 

في الحقيقة هذا الرجل المسكين الأحرى به أن يتعلَّم الجغرافيا أولاً قبل أن يصير مضحكة! وقد نصَّب نفسه مدافعاً عن الكتاب المقدس يردّ فيه على المعترضين، ويزيل الشبهات "الوهمية"!

كان الأولى به على الأقل أن يراجع الخرائط "الوهمية" التي وضعها علماء الكتاب المقدس، حتى يتحقق ويتثبت من المعلومات الجغرافية العظيمة التي أفحمنا بها! فالرجل غارق لأذنيه في التناقض والتخبّط .. وزاد الطين بلة!

بدأ ردّه العلمي الخطير بحقيقة لا أدري كيف غابت على العلماء أجمعين، فقد وصف سيناء وسعير وفاران بأنها: "ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرةسيناء"!! متجاورة .. بل وفي شبه جزيرة سيناء ذاتها! فهيا ننظر كيف حدَّد هذا الرجل أماكن الجبال الثلاثة لنتعرف على عبقريته الجغرافية الفذة
(1) جبل سيناء: يقع في الشرق!! ولا أدري شرق ماذا؟ بصراحة تحديد جغرافي دقيق!

(2) جبل سعير: يقع في أرض أدوم "على الجانب الشرقي من البرية العربية". وهل أرض أدوم في شبه جزيرة سيناء يا عالم!! ثم نصحّح لجنابه أن قوله "البرية العربية" خطأ والصواب هو "وادي عرَبة
(3) جبل فاران: وهو
- صحراء جنوب يهوذا (1صم 25: 1-5)
- شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21).
- وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26)
- وبطمة فاران، المعروفة اليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6)
وأنا أتساءل: هل هذا الموقع الجغرافي تقع في شبه جزيرة سيناء! ولكن ماذا نصنع إذا كان الروح القدس قد ألهم جنابه ذلك!


- أما قوله إنه جنوب يهوذا، فمستنده في ذلك هو سفر صموئيل الذي ذكر نزول داود إلى فاران. وكلمة فاران هنا محرَّفة كما سبق وكشفنا ذلك 

- وأما قوله شرق بئر سبع وشور فمستنده في ذلك سفر التكوين في الإصحاح 21، ولا ذِكر فيه لشور أصلاً! ولا أدري لماذا أقحم شور في الموضوع، فالواضح أن المسكين لا يعرف أن شور طبقاً لخرائط علمائه ليس لها علاقة ببئر سبع! إضافة إلى ذلك، فإن الإصحاح لا يقول أصلاً أن برية فاران تقع شرق برية بئر سبع .. فمن أين أتى جنابه بهذا التحديد الجغرافي؟ فبرية فاران وفقاً له تقع على الخريطة شرق بئر سبع:

انظروا بئر سبع أين تقع .. وحاولوا أن تتخيلوا فاران شرقها!! وأهدي جنابه الخريطة التي استند إليها زميله ليعترف أننا حين نقول أنكم متخبطون في فاران نكون على الحق المبين وقد أوردتها سابقاً
فهُم يضعون فاران جنوب بئر سبع لا شرقها!

- وأما قوله إنه كانت فيها مدينة قادش، فمستنده في ذلك سفر العدد في الإصحاح 13 وهو الذي يتحدث عن إرسال الجواسيس. وقد فضحنا تدليس كاتب سفر العدد في هذا الموضع ومحاولته ربط قادش بفاران هنــــا.

حينئذ .. أسأل جنابه: إذا كنت تقرر أن سعير في أرض أدوم شرق وادي العربة، وفاران تقع شرق بئر سبع في جنوب أرض يهوذا، فبالله عليك ما دخل هذه الأماكن بشبه جزيرة سيناء!! العجيب أنه في آخر ردّه أعاد نفس الحقيقة الجغرافية العظيمة قائلاً: الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء!!

جبل في أقصى جنوب سيناء .. وجبل في شرق وادي العربة .. وجبل بزعمه شرق بئر سبع جنوب يهوذا .. كيف تكون هذه الجبال الثلاثة متجاورة؟؟ بل ويصرّ أنها تقع جميعاً في شبه جزيرة سيناء!!

هكذا يخدعون شعبهم ويضلّلون خرافهم، ليظهروا أمامهم بصورة الأبطال الذين قهروا المسلمين وأفحموهم! فلم يزدهم التدليس إلا جهالة، ولم يزدهم الحقد إلا ضلالة! فابحثوا في كلام علمائكم ولا تنقلوه بالقص واللصق هداكم الله.
الرد على القمص عبد المسيح بسيط
1ـ قوله: وجاء في سفر حبقوق قوله " اَللَّهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ. وَكَانَ لَمَعَانٌ كَـالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ. قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى" (حبقوق3/3-5).
ويقول معلقاً على النص السابق:
وفي أحد أقوالهم يزعمون أنَّ " تيمان هي بلاد العرب، ومعني كلمة تيمان الصحراء الجنوبية لأنّها جنوب بلاد الشام

ثم يستدل على كلامه بما هو موجود في سفر التكوين هكذا: كما يذكر أمير تيمان بين أمراء قبائل أدوم أي عيسو: "وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أُمَرَاءِ عِيسُو حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ: ... وَأَمِيرُ قَنَازَ وَأَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ مِبْصَارَ،.... هَؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَدُومَ حَسَبَ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مُلْكِهِمْ. هَذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ "(تكوين36/40-42؛ 1أخبار1/35).
تمام النص المستشهد به هكذا:
[40وَهذِهِ أَسْمَاءُ أُمَرَاءِ عِيسُو، حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ: أَمِيرُ تِمْنَاعَ وَأَمِيرُ عَلْوَةَ وَأَمِيرُ يَتِيتَ 41وَأَمِيرُ أُهُولِيبَامَةَ وَأَمِيرُ إَِيلَةَ وَأَمِيرُ فِينُونَ 42وَأَمِيرُ قَنَازَ وَأَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ مِبْصَارَ 43وَأَمِيرُ مَجْدِيئِيلَ وَأَمِيرُ عِيرَامَ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَدُومَ حَسَبَ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مُلْكِهِمْ. هذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ. تكوين 36/40ـ42.
ولقد أنهى كلامه عند هَذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ حتى يفهم من الكلام أن أَدُومَ هو رجل وليس أسم علم على مكان كما هو وارد في تكوين36/ 15:[ 15هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ بَنِي عِيسُو: بَنُو أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو: أَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ أُومَارَ وَأَمِيرُ صَفْوٍ وَأَمِيرُ قَنَازَ 16وَأَمِيرُ قُورَحَ وَأَمِيرُ جَعْثَامَ وَأَمِيرُ عَمَالِيقَ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَلِيفَازَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. ].

2ـ قوله: كما كانت اسم مدينة أو قبيلة في الجزء الشمالي من أدوم " لِذَلِكَ اسْمَعُوا مَشُورَةَ الرَّبِّ الَّتِي قَضَى بِهَا عَلَى أَدُومَ وَأَفْكَارَهُ الَّتِي افْتَكَرَ بِهَا عَلَى سُكَّانِ تِيمَانَ. إِنَّ صِغَارَ الْغَنَمِ تَسْحَبُهُمْ. إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ. " (أرميا49/20؛ حزقيال25/13)،
والمدقق في النص المستشهد به نجده قد تلاعب في النص بالحذف والتبديل، فلقد أضاف من عنده الجملة التي أسفلها الخط، إنها ليست من تمام النص: لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ أرميا 49/20 حزقيال25/13)
والمدقق في النص المستشهد به نجده قد تلاعب في النص بالحذف والتبديل، فلقد أضاف من عنده الجملة التي أسفلها الخط، إنها ليست من تمام النص: لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ.

وإنما النص بتمامه كالآتي:
أرميا 49/ 20 [20لِذلِكَ اسْمَعُوا مَشُورَةَ الرَّبِّ الَّتِي قَضَى بِهَا عَلَى أَدُومَ، وَأَفْكَارَهُ الَّتِي افْتَكَرَ بِهَا عَلَى سُكَّانِ تِيمَانَ: إِنَّ صِغَارَ الْغَنَمِ تَسْحَبُهُمْ. إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. 21مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ.].
ولقد ذيل النص المستشهد به بكتابة المرجع هكذا: (أرميا49/20؛ حزقيال25/13)

مما يفهم منه أن النص بتمامه موجود في المرجعين الآنفين، في حين أنه قد استل هذه الفقرة من حزقيال وأضافها إلى النص السابق لتصبح من تمام كلام الرب:

[ لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ.] ، لقد تلاعب القس في الوحي (المقدس) بالحذف والإضافة، فمن الذي أعطاه هذه السلطة؟؟!!.

والآن اقرأ النص من حزقيال 25/13:
[12« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ أَدُومَ قَدْ عَمِلَ بِالانْتِقَامِ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا وَأَسَاءَ إِسَاءَةً وَانْتَقَمَ مِنْهُ، 13لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ، وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَابًا. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ. 14وَأَجْعَلُ نَقْمَتِي فِي أَدُومَ بِيَدِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيَفْعَلُونَ بِأَدُومَ كَغَضَبِي وَكَسَخَطِي، فَيَعْرِفُونَ نَقْمَتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.].
والسؤال الآن .. لماذا حذف وبدل؟..
الإجابة باختصار شديد تكمن في تكملة النص المستشهد به والذي نصه
21 من صوت سقوطهم رجفت الأرض صرخة سمع صوتها في بحر سوف أتعرفون لماذا ؟
أولاً: لأن الكنيسة المصرية لا تحبذ إطلاق كلمة
البحر الأحمر على بحر سوف وهم يطلقون بحر سوف على خليج السويس ليحاولوا رسم خروج بني اسرائيل من مصر طبقاً للمعتقد التوراتي الخاطئ 
أنظر إلى الخارطة المستلة من كتابه موضوع الدراسة ، وأرجو التدقيق على خليج السويس لترى كيف تم كتابة بحر سوف عليه.
في حين أن الخارطة الأصلية والمعتمدة عند اليهود تثبت أن خليج السويس غير البحر الأحمر 
حيث تم تسمية كل منهما باسم الصحيح 
انظر الى الخارطتين ٤ و ٥ و قارن التزوير بنفسك


ولو فرضنا أن بحر سوف المقصود به خليج السويس كما ذكر نيافته، فمعني ذلك أن الميناء السليماني كان يقع على الجانب الأخر من خليجالسويس داخل سيناء، كما هو وارد في سفر ملوك أول الإصحاح 9/26:
[26وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ سُفُنًا فِي عِصْيُونَ جَابَرَ الَّتِي بِجَانِبِ أَيْلَةَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ سُوفٍ فِي أَرْضِ أَدُومَ.]..
أي أن سيناء كانت جزءاً من المملكة اليهودية في عهد سيدناسليمان عليه السلام مما يعطي اليهود الحق في امتلاكهم لمصر وذلك على حد زعمهم.
مع العلم أن التوراة تؤكد أن كامل مملكة سليمان عليه السلام كانت في القدس ولا علاقةلها بسيناء.

ثانياً: وعد الرب لموسى عليه السلام كما هو في خروج 23/31:[31وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ مِنْ بَحْرِ سُوفٍ إِلَى بَحْرِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ إِلَى النَّهْرِ. فَإِنِّي أَدْفَعُ إِلَى أَيْدِيكُمْ سُكَّانَ الأَرْضِ، فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ.].
ولأن بحر سوف له علاقة وطيدة بأرض أدوم كما هو في سفر ملوك أول الإصحاح 9/26
26وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ سُفُنًا فِي عِصْيُونَ جَابَرَ الَّتِي بِجَانِبِ أَيْلَةَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ سُوفٍ فِي أَرْضِ أَدُومَ.
لذلك تم حذف الفقرة من النص المستشهد به وأبدلها بفقرة أخرى من نص أخر من سفر أخر
فلقد حذف الفقرة التالية بالكمال و الواردة في أرميا 49/ 20:[21مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ.].

وأبدلها بالفقرة:[ 13لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ، وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَابًا. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ.], الواردة في حزقيال 25/13..
أتعرفون لماذا؟..
ليحاول الهروب من علاقة تيمان بأرض أدوم..ولكن هيهات هيهات..

وإليك المزيد:
أنظر إلى الخارطة رقم (7)..
هذه الخريطة منسوخة من أحد مواقع الكتاب المقدس وهي توضح موقع إدوم التي يخبرنا قاموس الكتاب المقدس أن تيمان تقع جنوبها، ولقد حددت بدائرة موقع الجزيرة العربية بالنسبة لإدوم، وهو كما ترون يقع جنوب إدوم مباشرة مما يؤكد أن تيمان لا تشير إلا لمكان بالجزيرة العربية
يقول قاموس الكتاب المقدس في تعليقه على تيمان : (هي مكان يقع جنوب إدوم)..
ولكن ما هي إدوم ؟
وتيمان التي يقول قاموس الكتاب المقدس أنها تقع جنوب إدوم معناها في جميع المعاجم الخاصة بأصول ومعاني الكلمات هو: الجنوب.
وإذا كانت تيمان تقع جنوب إدوم كما يقول قاموس الكتاب المقدس، واليمن تقع جنوب إدوم كما يقول معجم الطرق القديمة، والمعنى العبرى لتيمان واليمن هو الجنوب؛ فإن ما سنستنتجه بداهة هو أن تيمان هي نفسها اليمن.
هذا ما قاله معجم الطرق القديمة وقاموس الكتاب المقدس، واستنتجنا منه أن تيمان هي نفسها اليمن..
عموما فإن كل المصادر التي عثرنا عليها تتحدث مباشرة عن تيمان قد أراحتنا من عناء هذا الاستنتاج !!..فماذا قالت؟!

E’-dom

GEOGRAPHY

The country of Edom began at a line from the south end of the Dead Sea stretched to the Arabian desert areas to the east. From this line, Edom claimed all the land south to the Red Sea, and farther along the east coast of the Red Sea. How far south depended on daily politics, since it is nothing but desert for the most part. However, it included part of the Incense Route which extends farther south to Sheba the Yemen area today.

نسخة مما ذكره معجم الطرق القديمة عن مملكة إدوم

http://www.ancientroute.com/empire/edom.htm

يقول معجم الطرق القديمة (إنشنت تراد روتس)تحت عنوان إمبراطوريات(إمبيرز):
(إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية إلى الشرق، ومن هذا الخط امتدت إدوم لتشمل كل الأراضي جنوب البحر الأحمر والأراضي على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر..والجزء الجنوبي من إدوم كان عبارة عن أرض صحراوية ممتدة واشتملت إدوم على جزء من طريق البخور يمتد جنوبا إلى شيبا والتي تمثل منطقة اليمن حاليا).
نسخة مما ذكره موقع الموسوعة اليهودية ويكيبيديا

http://en.wikipedia.org/wiki/Jews_in_Yemen
Anyone who has been privileged to meet a Yemenite Jew will have been impressed with the refinement, modesty and piety which are the Yemenite hallmarks. The roots of the Jews in Yemen—Teman in Hebrew—start at the dawn of our history. Besides being mentioned in the Tanach (Job's friend Elifaz came from Teman, and many of the Prophets speak of Teman), the Queen of Sheba is said to have heard about King Solomon from Jews in Yemen, located next to the kingdom of Sheba

ترجمة النص السابق من الموقع اليهودي " الموسوعة اليهودية ويكيبديا": (اليهود اليمنيون يسمون بالعبرية التيمانيون وهم اليهود الذين يعيشون الآن في اليمن والتي تسمى في العبرية تيمان وهي أمة تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وهم ينتمون إلى طائفة اليهود المزراحية).
وجذور يهود اليمن ـ تيمان بالعبرية ـ تبدأ من بداية تاريخنا. فبجانب الذي ذكر في التوراة العبرانية:( أليفاز صديق يعقوب كان من تيمان وكثير من الأنبياء قد تحدثوا عن تيمان) ، فلقد قيل أيضا أن ملكة شيبا(سبأ) قد سمعت عن الملك سولومون(سليمان عليه السلام) من خلال اليهود في اليمن والتي تقع بجوار مملكة شيبا).

أيحق بعد هذا التوضيح أن يقول على تيمان: ويرى البعض أن موقعها الحالي هو " طويلان " على بعد ثلاثة أميال إلى الشرق من البتراء.
3ـ فماذا عن مدينة ددان التي جاء ذكرها في كلامه؟.
الواقع هو أن ددان تقع قرب المدينة النبوية المنورة كما تدل على ذلك الخرائط القديمة .
وذلك كما توضحه الخرائط القديمة، شاهد الخريطة المرفقة رقم (1)، والتي توضح طرق التجارة العربية في جزيرة العرب في الألف الثاني قبل الميلاد


4ـ قوله: أما تيماء(Tema)، والذي يخلط هؤلاء الكتاب بينها وبين تيمان، فهي غير تيمان وليست هي المقصودة في النبوة على الإطلاق!! فتيماء اسم عبري معناه " الجنوبي " وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الإثنى عشر " هَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَاء وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. "(تكوين25/13-15؛ 1أخبار1/29-31) ، وأيضًا اسم القبيلة التي جاءت منه " وَدَدَانَ وَتَيْمَاءَ وَبُوزَ وَكُلَّ مَقْصُوصِي الشَّعْرِ مُسْتَدِيراً " (أرميا25/13)، واسم المكان الذي استوطنه نسله " نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. مَوَاكِبُ سَبَأٍ رَجَوْهَا....هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. " (أيوب6/19؛ أشعيا21/14).
وتقع تيماء " في شمالي شبه الجزيرة العربية " وهي واحة واسعة تقع تقريبا في منتصف المسافة بين دمشق ومكة، وبين بابل ومصر. وكانت تقع على طريق القوافل القديم الذي كان يربط خليج العقبة بالخليج العربي، ومازالت أحد المراكز التجارية الهامة. و لكن لا يوجد أية علاقة لها بتيمان المذكورة في هذه الآيات مطلقًا.].أﻫ.
وللرد نقول:
تيماء في المصادر والمراجع النصرانية المعتمدة:
1 ـ في قاموس الكتاب المقدس تَيْما وتيماء :
اسم عبري ربما كان معناه (الجنوبي) وهي قبيلة إسماعيلية تسلسلت من تيما فكانت تقطن بلاد العرب كما في تك 25 : 15[. 13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. ].
و1 أخبار1:30
[29هذِهِ مَوَالِيدُهُمْ. بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ: نَبَايُوتُ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 30وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَدُ وَتَيْمَاءُ].
وتسمّى أيضاً الجهة التي يسكنون فيها تيماء كما في إشعياء 21 : 14 
[14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ، يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. ].
وتيماء في بلاد العرب في منتصف الطريق بين دمشق ومكة وعلى مسافة متـساوية من بابل إلى مصر وقد ذكرت تـيما مع سبأ كما في أيوب 6 : 19 
[19نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. سَيَّارَةُ سَبَاءٍ رَجَوْهَا. ].
2ـ وفي دائرة المعارف الكتابية: تيما أو تيماء :
اسم عبري معناه " الجنوبي " وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الإثني عشركما في تكوين 25 : 15
[13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. ].
و1 أخبار1:30
[29هذِهِ مَوَالِيدُهُمْ. بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ: نَبَايُوتُ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 30وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَدُ وَتَيْمَاءُ].
وأيضاً اسم القبيلة التي جاءت منه
كما في ارميا 25: 23 
[22وَكُلَّ مُلُوكِ صُورَ، وَكُلَّ مُلُوكِ صِيدُونَ، وَمُلُوكِ الْجَزَائِرِ الَّتِي فِي عَبْرِ الْبَحْرِ، 23وَدَدَانَ وَتَيْمَاءَ وَبُوزَ، وَكُلَّ مَقْصُوصِي الشَّعْرِ مُسْتَدِيرًا، ].
واسم المكان الذي استوطنه نسله
كما في أيوب 6 : 19
[19نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. سَيَّارَةُ سَبَاءٍ رَجَوْهَا. ].
وهذا الموطن هو " تيماء " في شمالي شبه الجزيرة العربية، وهو واحة واسعة تقع تقريباً في منتصف المسافة بين دمشق ومكة، وبين بابل ومصر.
وكانت تقع على طريق القوافل القديم الذي كان يربط خليج العقبة بالخليج العربي، وهي من أجمل واحات شبه الجزيرة العربية، ومازالت أحد المراكز التجارية الهامة.

تيماء في التاريخ العربي

أنظر إلى الخارطة رقم (8) والتي توضح موقع تيماء في شمال الجزيرة العربية، حيثاستفادت الجزيرة العربية من الانتعاش الاقتصادي الذي عاشته, بفضل شبكة الطرق التجارية البرية و البحرية بين كافة أجزائها ، و بينها و بين الأمم المجاورة, خلال فترات مختلفة من حقبة ما قبل الإسلام، فاستغلت ثرواتها المالية و التجارية في الموارد الزراعية، وكان لكل دولة نظام اقتصادي ينظم شؤونها .
كما أدت الطرق و المنافذ التجارية البرية و البحرية إلى تغييرات أساسية في البنية السياسية للمجتمع العربي قبل الإسلام . ولم يقتصر التكوين القبلي على القبيلة وحدها ،إنما تجاوزها إلى نظام الاتحادات القبلية التي تتكون من مجموعة من القبائل لها رئيس أو زعيم عرف باسم الملك .
و بدأت تلك التجمعات تظهر على مسرح الأحداث بصورة واضحة منذ القرن العاشر قبل الميلاد، و كان الهدف الأساسي لهذه السياسة القبلية حماية طرق التجارة من الأخطار الخارجية التي تهددها.
و من الأمثلة على ذلك ما ذكرته المصادر الآشورية التي ترجع إلى شلمنصر الثالث ( 824 ـ 858 ق.م) و التي تشير إلى معارك دارت بينه و بين ( جندبو ) ملك العرب الذي كون مع عدد من الملوك الآراميين حلفاً لرد الهجوم الآشوري في موقعة قرقر.
وكان لوجود الطرق التجارية القديمة في الجزيرة العربية,وما صاحبها من تداخل ثقافي و اجتماعي، دور أساسي في إيجاد تراث ديني مشترك لعرب الجزيرة العربية جنوبها و شمالها. و تشير الأدلة الآثارية إلى أن معبودات عرب جنوب الجزيرة مثل إل, وود ، ونكرح، وعشتر ،و كهل كانت ضمن معبودات عرب الشمال : الديدانيين و اللحيانيين و الثموديين و الصفويين . و من جهة أخرى فقد كانت معبودات عرب شمال الجزيرة العربية،و على رأسها ذو غابة المعبود الرئيس للحيانيين ، و تعبد عند عرب الجنوب المعينيين .
وهناك طرق رئيسة للتجارة البرية والقوافل في الجزيرة العربية ، منها : الطريق الذي يبدأ من الركن الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية حيث ممالك سبأ ومعين وحمير وأوسان وقتبان, ويتجه نحو الشمال مخترقاً الحدود الشمالية لمنطقة سبأ, ثم يتخذ بعد ذلك شكل ممر ضيق يقع في أرض المعينين, ثم يستمر الطريق شمالاً إلى ديدان( العلا الحالية ) ثم إلى مدين( البدع حالياً ).
ولا تزال هناك آثار شاخصة تومئ إلى حياة الرفاهية والثروة الكبيرة التي كانت تتمتع بها هاتان المدينتان .
ومن مدين يواصل الطريق مسيره إلى أيله ( العقبة حاليا ً) ثم بعد ذلك إلى البتراء عاصمة دولة الأنباط, ثم يتفرع إلى فرعين, أحدهما يتجه إلى تدمر في الشمال, والآخر يتجه صوب الغرب مع ميل خفيف باتجاه الشمال الغربي حيث يصل إلى غزة على الشاطئ الفلسطيني.
وعلى هذا الطريق كانت تسير قوافل قريش قبل الإسلام في رحلتيها المشهورتين,إحداهما في الشتاء إلى اليمن والأخرى في الصيف إلى الشام ..
وهناك واحة العلا ( ديدان ) والتي تقع شمال المدينة المنورة وتبعد عنها حوالي ثلاثمائة وخمسين كيلاً .
ويرجع تاريخ حضارة هذه المنطقة إلى قبيل القرن السادس قبل الميلاد، وقد تحدث العلماء عن الفترة الأولى وأطلقوا عليها اسم ديدان, وجعلوا فترة حكمها تمتد من نهاية القرن السابع حتى بداية القرن الخامس قبل الميلاد واعتمدوا في ذلك على تكرر لقب ملك ددن في بضعة نقوش, ثم أصبحت مملكة لحيان هي المسيطرة منذ القرن الخامس قبل الميلاد, وحتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد .
ويعتقد أن الفترة الديدانية يمكن أن نسميها فترة لحيان الأولى, وكانت الدولة فيها تنتمي إلى المكان لشهرته ولمركزه الديني, ثم تحول اسم الدولة إلى اسم القبيلة « لحيان »عندما توسع نفوذها, ويمكن تسميتها لحيان الثانية,وأصبحت تحكم مابين دومة الجندل شرقاً وساحل البحر الأحمر الشمالي حتى خليج العقبة الذي سمي باسمها, فقد كان يسمى خليج لحيان, وبقي صدى هذا المسمى حتى القرون الأولى الميلادية .
وفي هذه الفترة كانت لحيان تتاجر مع بلاد الشام شمالاً , ومع العراق شرقاً, ومع جنوب الجزيرة العربية ووسطها جنوباً, وهذا ما تشهد به النصوص والآثار اللحيانية التي وجدت في ديدان ( العلا ) نفسها, أو في مناطق أخرى كقرية ( الفاو ), وجبال كوكب الواقعة جنوب تثليث, وشواهد القبور في سبأ .
ومع بداية القرن الثاني قبل الميلاد شارك المعينيون اللحيانين في الحكم, وكانت مملكتهم في منطقة جوف اليمن , وكانت أنشط الممالك العربية في التجارة, بل تفوقوا على سبأ و وصل نشاطهم التجاري إلى قرية والخليج والعلا .
وهكذا شارك المعينيون بقوة في تجارة العلا مما أضعف الوجود اللحياني, ثم تلا ذلك امتداد نفوذ الأنباط إلى الجنوب حتى وصل إلى حدود يثرب أما تيماء ,فهي تقع جنوب شرق مدينة تبوك على بعد 260 كيلاً .
ولعل أهم الأحداث التي تبرز في تاريخ تيماء مجيء نبونيد من وادي الرافدين وبقائه في تيماء قرابة عشر سنوات, بنى فيها قصره العتيد الذي تدل عليه الأسوار الضخمة.
وتذكر الرواية التاريخية أنه أفنى نحو عشرين ألفاً من سكان تيماء ليسيطر عليها وهذا الرقم على ما فيه من مبالغة يدل على الأهمية الاقتصادية والنمو الحضاري الذي كانت تتمتع به تيماء).
وقد ذكرت تيماء في النقوش الآشورية والبابلية بوصفها مركزاً تجارياً لبعض القبائل العربية ، وكانت لها أهمية خاصة على الطرق البرية الرئيسة المؤدية إلى الشواطئ الشرقية إلى البحر الأحمر.
وقبيل الإسلام بسط الغساسنة نفوذهم على هذه المدينة التجارية المهمة التي وجد بها العديد من الآبار والمعالم الأثرية) .
وأهم القبائل التي تسكن هذه المنطقة من دومة حتى تيماء قيدار و أدوم .
ولعل اسم دومة اشتق من اسم هذه القبيلة , التي جاء ذكرها في التوراة باعتبارها إحدى القبائل ذات الشوكة في المنطقة.
إن أسفار اليهود والنصارى تميز بين بلاد العرب كما هو واضح من المصادر الكتابية وبين وادي العربة،وتيماء، وسلع.
ومع أن قاموس الكتاب المقدس، ضم وادي العربة وسيناء إلى بلاد العرب، لكن الحقائق التاريخية والجغرافية من النصوص في هذه الأسفار لا تعتبر كلاً من عربة وعربية اسمين مرادفين كل منهما للآخر كما في الشكل.
فنحن إذ نقف هنا أمام حقيقة جغرافية وتاريخية يشهدها المكان والزمان في أرض الجزيرة العربية وأحداثها، وهي حقيقة لا يمكن العبث بها وإنكارها عبر الزمان والمكان، إلا أنها توصلنا إلى نتيجة واضحة نطرح من خلالها تساؤلاتنا التالية:
ـ لماذا التحريف والإصرار في ترجمة النسخة الكاثوليكية الصادرة عن دار المشرق ببيروت في استبدال مواقع جغرافية بأخرى ؟.
ـ من هو المسئول عن هذا الخطأ في النسخة الكاثوليكية الصادرة عن دار المشرق ببيروت؟. وإذا كانت النصارى تؤمن أن كل الكتاب موحى به من الله، فهل هذا الخطأ صادر عن الوحي أم هي أقلام الكتبة والمحررين لهذه النسخة؟.
وهل هو خطأ مطبعي غير مقصود(بافتراض حسن النية من وراء مصادمة حقائق الجغرافيا ومناقضة سائر أسفار الكتاب المقدس)؟.
وإذا كان كذلك فلماذا يتكرر في الطبعات اللاحقة وإلى اليوم منذ صدور هذه النسخة؟!
إننا كباحثين يحكمنا المنهج العملي الموضوعي في
الكشف عن الحقائق وتفسيرها وبخاصة عندما نقف
على الحدث في المكان وحجج يعدضها التاريخ
على أرض صلبة لا تثير الريبةولا الشك فإن القول بالتحريف المتعمد للنص 
إن الهدف والغاية هي محاولة صرف مدلولات النص عن حدث الهجرة النبوية وما تلاها من غزوة بدر الكبرى لارتباطها بالمكان المحدد في النص (بلاد العرب..في الوعر من بلاد العرب)، ولارتباط كلا الحدثين ـ وهذا هو بيت القصيد والدافع الأهم ـ بدلائل النبوة التي تستدعي تلقائياً استحقاق الاعتراف للمبعوث برسالتها وأنه رسول من عند الله حقاً وصدقاً، وأن نبوءة أشعيا قد تحققت في شخصه وفي ما جرى له من تلك الأحداث الفاصلة المعلومة من سيرته الخالدة، والتي هي من حقائق تاريخ المسلمين القطعية الثبوت لا خلاف عليها بينهم.
وبدورنا نسأل نيافته.. من هو إذن ذلك القدوس أو النبي العظيم الذي أتى من فاران، وغطى بهاؤه السماوات، وامتلأت الأرض من تسبيحه وانه المحمد؟،وقطعا هو ليس موسى الكليم ، ولا عيسى المسيح ، ولا أي واحد من أنبياء بني إسرائيل ؛ فلم يدع أحد أن فاران قد بعث فيها نبي من بني إسرائيل ، وربما كان تغيير مكان الوحي من الشام إلى بلاد العرب وخروج النبوة من بيت إسرائيل هو السبب في جزع حبقوق أحد أنبياء بني إسرائيل عندما سمع الخبر ( يا رب قد سمعت خبرك فجزعت ... الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران).
من يكون إذن ذلك القدوس الذي جاء من فاران، ووقف فقاس الأرض فامتلأت الأرض من أتباعه، ونظر فرجفت الأمم فسقطت تحت رسالته الشعوب والممالك ، غير إمام الأنبياء وخاتم المرسلين، مهجة القلب وقرة العين، صاحب اللواء المعقود والحوض المورود والمقام المحمود محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نبوءات سفر إشعياء ٢١ : ١٣ وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ، يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِ...